طبقية الجوهر
من النعم الفضيلة التي نتمتع بها وجود السيد حسن جوهر مشرعا في مجلس الامة، والأحسن من ذلك كونه رئيسا للجنة 'التعليمية' فيه!
* * *
ورد في الصحف، قبل ايام، عن وجود نية لدى النائب جوهر لاستجواب وزير التربية على خلفية اصرار التعليم العالي على عدم ارسال الطلبة للدراسة في الخارج قبل حصولهم على 'التوفل'ِ وقال ان على الوزارة ابتعاث اكثر الطلبة تفوقا، بصرف النظر عن مستواهم في اللغة الانكليزية، وبعدها يمكنهم، وهم في الخارج، الحصول على شهادة التوفل! واستطرد النائب جوهر في القول بان اشتراط اجتياز التوفل قد وضع لمحاباة طبقة 'بورجوازية' في المجتمع، تحرص على تعليم ابنائها في المدارس الاجنبية ليتمكن هؤلاء من الحصول على اكبر عدد من البعثات، عن طريق اشتراط اجتياز امتحان التوفل قبل الحصول على طلب البعثة، في الوقت الذي لا يجد فيه طلاب المدارس الحكومية اي وقت لدراسة التوفل حينما يكونون منشغلين في امتحانات آخر العام!
هل يصدق احد ان هذا الكلام يصدر عن نائب ومدرس جامعي، ورئيس للجنة التعليمية في اعلى هيئة تشريعية في البلاد؟
كيف يمكن ان نصدق ان طالب المدارس الحكومية ليس لديه وقت لدراسة التوفل في آخر العام الدراسي وطالب المدرسة الخاصة لديه كل الوقت المطلوب لذلك؟ الا يقدم هؤلاء امتحانات آخر العام مثلهم مثل غيرهم؟! وهل صحيح ان المدارس الخاصة هي لابناء الطبقة البورجوازية والمدارس الحكومية هي لغيرهم؟
كنت في عام 1975 اعمل مدير ادارة في احد المصارفِ وعلى الرغم من ان راتبي كموظف كان كبيرا نسبيا ـ مقارنة برواتب موظفي الحكومة ـ فإن ذلك لم يجعل مني بورجوازيا! وعدم انتمائي إلى هذه الطبقة، ان كان لها، بمفهومها الغربي وجود في الكويت، لم يمنعني من الحاق ابنائي بمدرسة 'بيان' الخاصة، التي كان لها اكبر الاثر في حسن تأهيلهم في المواد العلمية واللغة الانكليزية، اضافة الى ما قامت به من تأصيل للثقة بالنفس لديهم والاعتماد عليها.
فنوعية او اسلوب التعليم الذي يختاره الوالدان لابنائهما لا علاقة له بوضعهم الطبقي، بل باعتبارات عديدة اخرىِ فهناك الكثير من الاغنياء الذين يفضلون المدارس الحكومية على الخاصة، والعكس صحيح ايضا.
ان اختبار التوفل الذي تشترط التعليم العالي على الطالب اجتيازه قبل ارساله في بعثة دراسية ليس اختراعا محليا او عائقا بورجوازيا وضع لحرمان ابناء الطبقة الكادحة (!!) من التعليم في الخارج، بل هو شرط وضعته الجامعات المرموقة للراغبين في الالتحاق بها، ولو كانوا من ابناء الدولة نفسها، وبالتالي، فالشرط لا علاقة له بالبورجوازية.
كان حريا بالسيد جوهر مطالبة وزارة التربية برفع مستوى التعليم الحكومي، سواء من ناحية المواد المقررة على الثانوية، الذي طالما اشتكى من ضعف مخرجاتها عندما كان يعمل بالتدريس في الجامعة، او عن طريق تكثيف دروس اللغة الانكليزية، وخاصة للراغبين في الدراسة في الخارج!!
ولكن ما العمل وهذا موقف الدكاترة من نوابنا؟