خميسيات من الانترنت
كانت هناك يوما ما جزيرة تعيش عليها مختلف المشاعر كالسعادة والحزن والجمال والزهو والغرور وغيرها من المشاعر بما في ذلك الحبِ وفي يوم ما أعلن أن الجزيرة في سبيلها للغرق، وكان بالتالي على المشاعر جميعها الانشغال بصنع قوارب نجاة لها!
انهمكت المشاعر كلها بالعمل إلا الحب فقد اختار ترك الأمر لآخر لحظة، فربما تحدث معجزة ما ولا تغرق الجزيرةِ ولكن ما ان بدأت الجزيرة بالغرق حتى بدأ الحب بالصراخ والعويل طالبا المساعدة من المشاعر الأخرى، وكان الغنى أول من لجأ الحب إليه طالبا مساعدته ولكنه اعتذر قائلا إنه يحمل الكثير من الذهب والمجوهرات في قاربه ولا مكان لديه للحب!
فلجأ الحب للزهو طالبا المساعدة فاعتذر عن تقديمها قائلا إنه مبلل بالماء، وبلله سيتلف أناقة قاربه!
وما ان مر قارب الحزن بالحب حتى لجأ إليه طالبا مساعدته فاعتذر الحزن ايضا عن تقديمها قائلا إنه حزين وبائس ولا يرغب في أن يكون الحب بالذات معه في قارب واحدِ وهنا مر قارب السعادة فطلب الحب منها أن تأخذه معها، ولكن هذه من فرط سعادتها لم تسمع نداء استغاثة الحب وذهبت لحال سبيلها.
وفجأة سمع الحب صوتا يناديه: تعالِِ تعال أيها الحبِ تعال معي.
نظر الحب وإذا بعجوز طاعن في السن يطلب منه الركوب معه، فلم يصدق الحب ما سمعه وقفز في الزورق مسرورا، ونسي في غمرة فرحته بالنجاة سؤال المسن عن الجهة التي سيذهب إليها وعندما وصلا الى نقطة جافة أوقف المسن القارب وذهب لحال سبيله تاركا إياه لحاله وهو في حيرة وذهولِ ولهذا ذهب الحب من فوره الى المعرفة، التي كانت امرأة طاعنة في السن ايضا، لسؤالها عن حقيقة أمر ذلك المسن، ولماذا كان الوحيد الذي تبرع بمساعدته فقالت المعرفة للحب: لقد كان ذلك الزمن! فسأل الحب المعرفة: ولكن لماذا تبرع الزمن فقط بانقاذي؟ فقالت المعرفة بصوت يمتلئ حكمة وخبرة، وابتسامة معبرة ترتسم على شفتيها: لأن الزمن هو الوحيد الذي بإمكانه معرفة قيمة الحب الحقيقية في حياتنا!