يلاحظ أي متابع لنشرات الأحوال الجوية ان الكويت هي أكثر مناطق العالم (المأهولة) حرارة على الاطلاقِ هناك بالطبع مناطق أكثر حرارة ولكنها اما غير مأهولة أو غير معروفة بطول موسم صيفها، الذي يمتد في الكويت من منتصف مايو وحتى منتصف سبتمبر بدون أن تنخفض الحرارة خلالها عن 44 درجة! وتتميز الكويت كذلك بطول حرارة اليوم والتي تكون في أقصى درجاتها من العاشرة صباحا وحتى الخامسة عصراِ من أجل ذلك، رأى وزير الشؤون أن من الضروري إصدار قرار يحظر تشغيل العمالة في أماكن مكشوفة، من الثانية عشرة ظهرا وحتى الرابعة بعد الظهر، وذلك للفترة من 1/6 وحتى 31/8 من كل عام، وهي الفترة التي تصل فيها درجة الحرارة في الشمس الى 60 درجة مئوية تقريبا.
على الرغم من ان هذا القرار ضروري وإنساني وحضاري، فإن من الواضح أنه سوف لن يطبق في الكثير من الأحوال، وسيتم تجاهله بعد فترة، ومصيره سوف لن يكون بأحسن من مصير قانون منع التدخين في الأماكن العامة مثلاِ وحيث أن شركات مقاولات البناء والتنظيف وغيرها من الجهات التي يضطر عمالها للعمل في الشمس هي أكثر الجهات مخالفة لهذا القرار، إما بسبب جهل 'بعض' أصحاب هذه الشركات، أو 'كل' العمالة التي تعمل في الشمس، بصدوره وتطبيقه، فإن من الضروري، وقبل أي شي آخر، إيصال رسالة واضحة لمن يهمهم أمر هذا القرار، بأن من حقهم رفض العمل تحت الشمس خلال ساعات محددة من اليومِ وهذا يمكن ان يتم من خلال اتباع الخطوات التالية:
1 ـ توعية مفتشي الشؤون بمضمون القرار الوزاري، فمن المحتمل ان غالبيتهم لا يعلمون بصدوره.
2 ـ تكليف فرق التفتيش التابعة للوزارة بضرورة زيارة مواقع العمل المكشوفة ورصد وتصوير أي مخالفات للقرار الوزاري.
3 ـ إيقاف ملفات الشركات التي تنتهك القرار ودراسة فكرة فرض غرامات مالية عليها.
4 ـ ايصال رسالة، بأكثر من لغة، للعمال الذين تضطرهم طبيعة أعمالهم للعمل في الشمس بتفاصيل القرار، وبحقهم في رفض العمل في الشمس في الساعات التي نص عليها القرار، وذلك عن طريق بروشورات توزع على مناطق وورش البناء والعمل أو عند وصولهم عن طريق المطار.
5 ـ نشر مضمون القرار الوزاري في جميع الصحف الصادرة باللغات الأجنبية ليطلع عليه أكبر عدد ممكن.
نتمنى أن تأخذ وزارة الشؤون بهذه الاقتراحات، التي لا نعتقد أنها خافية عليها، ليس فقط لأهمية القرار الوزاري وضرورته الإنسانية، بل لكي لا يكون مصيره مماثلا لمصير الكثير من القرارات 'الإنسانية' والصحية الأخرى غير المطبقة!