يا ليتك تضيق صدرك
بز النائب ناصر الصانع زميله النائب الاخر جمال العمر في اصدار التهديد تلو الاخر باستجواب الوزراءِ والملاحظ ان تهديداتهما يزداد خواؤها مع ارتفاع نغمة التشدد والعنف فيها.
لاشك ان لموضوع او مشروع الحكومة الالكترونية ـ وما صاحب ولادتها القيصرية ومن ثم وفاتها المتوقعة بالسكتة الدماغية على يد نطاسي الحكومة، السيد وزير المواصلات، وزير الشؤون الادارية ـ علاقة بالامرِ فلو لم يكن الامر كذلك لما تردد النائب الصانع منذ اشهر من وضع الوزير على منصة الاستجواب ومساءلته عن مسؤوليته المباشرة، بصفته رئيسا لمجلس ادارة الموانئ، عن عشرات المخالفات التي ارتكبت ولاتزال ترتكب في مؤسسة الموانئ، والتي طفح بها تقرير ديوان المحاسبة الاخير والتي تكاد ايضا تبز، ان لم تشبه، مخالفات 'شقيقتها' هيئة الزراعة في صمود من يقفون وراءها، وعزمهم التام على السير في طريقة ادارتهم للجهات الرسمية الواقعة تحت سيطرتهم بالطريقة التي يرونها مناسبةِِ رضي اعضاء المجلس أو أبوا، وهذا يعني أن ما كنا نعتقد بوجوده من مؤسسات رقابية ومجتمع مدني وسلطات تشريعية وصحافة يخشى امرها لم يكن اكثر من وهم وسراب خادعِ فكم المخالفات التي تغز بجبروتها عيون قراء الصحف صباح كل يوم اكثر من أن يحصى!
لا نعرف، حقيقة، السبب وراء تصريح النائب الصانع ل'القبس' بانه 'موسع صدره' على وزير المواصلات! ولماذا يوسع صدره لاكثر من سنة كاملة ومشاكل ووضع الموانئ في ترد مستمر؟ وكيف يسمح لنفسه بتوسيع صدره، وهو الذي يمتلك سلطة التشريع والمحاسبة والرقابة على اعمال الجهاز الحكومي، وهو يعلم ان مؤسسة الموانئ لم تقم، حسب زعمه، بتوظيف كويتي واحد منذ عشر سنوات تقريبا؟ِ ولماذا يصر على اطلاق التنهدات والتهديدات دون فعل شيء، والمؤسسة حسب قوله ل'القبس' 'تعج' وتعيش على الفوضى والمحسوبية، وان بها قياديا واحدا فقط بيده كل الامور؟
الطريف ان السيد النائب الصانع المحترم، الذي يحمل شهادة اكاديمية عالية، انهى تصريحاته ل'القبس' بالقول: انه موسع صدره على وزير المواصلات الى ان توجد الاصلاحات!! وهذا قول غريب حقا، حيث يبين بوضوح ان سعة الصدر ستستمر حتى ايجاد الاصلاحات، وهذا يعني ان الصدر سوف لن يضيق ابدا، وسينتظر صاحبه حتى وقوع الاصلاح المنشود، الذي يعني ايضا، كما ذكرنا في الفقرة الاولى، ان التهديد اجوف وخال من اي معنى!!
* * *
ملاحظة:
بعد كتابة اكثر من مقال، على مدى خمس سنوات، عن خطورة ابقاء ارصفة موانئ الكويت دون 'فدرات'، وهي قطع مطاطية ضخمة تحمي الارصفة والسفن من الارتطام والتحطم، وبعد انكار ادارة الموانئ العامة لحاجة الموانئ لهذه 'الفندرات'، وهو الانكار الذي تمثل في عدم قيامها بفعل شيء بهذا الخصوص بالرغم من توفر الاموال الطائلة في حساباتها، قامت مؤسسة الموانئ أخيرا باستدراج العروض لشراء فندرات جديدة.
نتمنى ان يتبع ذلك عروض اخرى تكون في صالح المؤسسة وعملائهاِ نقول ذلك بالرغم من شكنا الكبير في قدرة المؤسسة على الحركة والتجاوب السريع.