إلكترونية العبدالله والصانع
لست معنيا بالنهضة العمرانية التي تجتاح دبي ولا بمشاريعها السياحية التي تبهر كل عين، ولا بالتسهيلات التي تقدمها لمختلف القطاعات الاعلامية والتجارية، فهذه كلها مقدور عليها متى توفرت لاي جهة ما توفر لدبي من امكانات وارادة.
ما يجذب نظري وانتباهي واهتمامي في دبي هو ما لا تراه عين المسافر او السائح او حتى المقيم العادي.
فحكومتنا ومسؤولونا مثلا، من النائب ناصر الصانع والى وزير المواصلات الشيخ احمد العبدالله، يتكلمون منذ سنوات عن الحكومة الالكترونيةِ ولكننا لم نر من كل الضجة التي قاموا بإثارتها، مجتمعين او منفردين، اي خيط الكتروني!!
دبي، بمفهومها الخاص، تعتبر مدينة عصريةِ وهي بالتالي ليست معنية، او ملزمة بالتصرف كدولةِ وعلى الرغم من ذلك فإن لديها حكومتين: سياسية تهتم بكل ما تهتم به الحكومات العادية في المنطقة، واخرى الكترونية تسهل عمل الاولى بشكل جبار وبأقل تكلفة وتعقيد وتأخير ممكن!! الحديث عن منجزات حكومة دبي الالكترونية طويل وذو شجون.
وهذه العجالة التي نحن فيها لا يمكن ان تكون كافية لتغطية منجزاتها التي لا تحصى، كما ان سردها سيورثنا حتما الشعور بالعجز واليأس والاحباط، ليس فقط على ما نحن فيه من تخلف اداري وامني واقتصادي، بل وعلى انعدام الامل بحدوث تغيير جذري في المستقبل المنظور.
لقد كررنا القول عشرات المرات بان التعلم من الغير او تقليد تجاربهم الناجحة ليس فيه ما يعيب، فنحن غير ملزمين، كما يقول المثل، بأن نعيد اكتشاف العجلة، كلما فكرنا في صناعة سيارة.
توجد في مطار دبي مثلا بوابة الكترونية يدخل ويخرج منها حامل البطاقة الالكترونية بمجرد ادخالها في الجهاز ووضع بصمته على شاشة صغيرةِ وقد دخل وخرج من دبي عن طريق هذه البوابة اكثر من 530 الف مسافر عام 2004!! اي ان سلطات المطار وفرت على اكثر من نصف مليون شخص الوقوف في الطابور، ووفرت وضع ختم الهجرة على الجواز لنصف مليون مرة والطباعة على جهاز الكمبيوتر 500 الف مرة وهكذاِِ كما تنهي الكثير من معاملات الشرطة مثل انجاز معاملات السائقين الكترونيا دون الحاجة للمراجعة او تعبئة النماذج وغير ذلك من صور مستندات اثبات الشخصية، والتي ربما طلبتها مني حكومتي اكثر من عشرة آلاف مرة في السنوات الاربعين الاخيرة!!
نعم نمتلك في الكويت عددا من مؤسسات المجتمع المدني التي تفتقدها تقريبا كافة دول الخليجِ كما ان قوانين الجزاء واجراءات التقاضي تميز الكويت عن غيرها وتجعلها واحة 'امينة' بالمقارنة بغيرها!
ولكن لماذا لا تحتاج ادارة شرطة دبي من الراغبين في العمل لديها مثلا الى تعبئة اي معاملات ورقية في الوقت الذي تعتبر فيه ادارة الشرطة عندنا الاكثر تخلفا في كل ما له علاقة بالتعامل بالجهاز الالكتروني؟؟
ولعلم من لا يعلم فقد قامت شرطة دبي، التي يزيد عدد زائريها على عدد زائري القاهرة مثلا، بتشجيع اصحاب المواهب بدفع نسبة من ارباح اي اقتراح يتقدمون به لتطوير العمل ويتم قبولهِ وكمثال على ذلك قامت الشرطة بانتاج وتطوير برنامج 'سابر'، بالمشاركة مع مقيم في دبي.
بإمكان هذا البرنامج تحديد موقع الشخص المتصل بغرفة عمليات الشرطة، او اي جهة رسمية اخرى، في لحظة الاتصال نفسها بأقصى سرعة دون الحاجة لسؤال المتصل عن العنوان، حتى ولو كان في الصحراء.
يا ناس، اصحواِِ تعلمواِِ قلدواِِ طوروا فالزمن لا يرحم، والوقت يمر سريعا.
***
ملاحظة:
تقدم حكومة دبي لسكانها، عبر موقع الكتروني، خدمة زيارة موقع 'الدفاع المدني' وتحديد موعد لزيارة منزل المتصل لفحص كافة مرافقه وتدريب سكانه على كافة اجراءات مكافحة الحرائق وتجنب الحوادث، ودون مقابل!!
الحديث يطول ويشمل مواعيد الاطباء وطلب الاستشارة القانونية والنفسية وغير ذلك الكثير الكثيرِِ.