لأني .. راقي بأخلاقي
ماذا يكون شعورك، أو ما الرسالة التي تستنتجها، عندما تقرأ الجملة أعلاه على بوستر مصقول وملون بحجم متر * متر تقريبا، وعليه صورة شاب بلحية كثيفة نوعا ما ومحفوف الشارب، وتحت كل ذلك أسماء وشعارات مجموعة من الشركات المساهمة، التي يبدو انها الراعية للإعلان؟
قمت بعرض البوستر، أو الملصق على مجموعة مختارة من المواطنين والمقيمين، وسألتهم عن حقيقة الرسالة التي يود من طبع ووزع عشرات الآلاف من ذلك البوستر، إبلاغها للجمهور، فاتفقوا جميعا على أن الرسالة تكمن في الدعوة لحف الشارب وتربية اللحية وان من يفعل ذلك راق بأخلاقه!
وهذا يعني ان كل من لا يربي لحيته أو يحف شاربه هو شخص فاقد للرقي في خلقه! وبالتالي فإن أخلاق كل من يشكو من حساسية جلدية إن ترك لحيته دون حلاقة، هي محل شكِ وان الذي لا تنمو لحيته بشكل سوي نتيجة نقص في هرمونات معينة، وهذا ما لا ذنب له فيه، فهو ناقص في أخلاقه، أو على الأقل إنسان غير راق!
لو افترضنا ان هدف صاحب الرسالة قد تحقق وقام الجميع بتربية لحاهم وحف شواربهم، فهل ستنتهي عندها جميع مشاكلنا؟ وهل سيلتزم، وبالذات بعض من هم وراء هذه الحملة الاعلامية الفجة، بمواعيدهم، ويتوقفون عن تحديد الموعد بين الصلاتين؟
لماذا لا نهتم بأمور أكثر أهمية في حياتنا كالشرف في القول وحسن الخلق والنظافة الجسدية ونظافة المجتمع ومحاربة الفساد والحث على العمل والالتزام به؟
لماذا كان الأفغان، وقبل تطهير الأميركان لبلادهم من شذوذ طالبان، أكثر شعوب الأرض حبا في تربية اللحى وحف الشوارب، وكانوا في الوقت نفسه من أكبر زارعي ومروجي المخدرات ومهربي الأسلحة، ولم يخفوا يوما شغفهم بقتل بعضهم البعض وتعذيب نسائهم واضطهاد أطفالهم؟
ولماذا لم تشفع لهم لحاهم الكثة قط، أو تمنعهم من ان يكونوا أكثر أمم الأرض فقرا وتخلفا وشراسة وسوءا!
إننا ندعو أصحاب الضمائر الحية والمعنيين بالأمر ومساهمي الشركات، التي قامت برعاية نشر هذا الإعلان المسيء، الى توجيه رسائل رفض ومهاتفات احتجاجية لمجالس ادارات تلك الشركات، التي يلتحف بعضها برداء الإسلام، لوقف هذا العبث والاعتذار عن تمويل نشره، حيث ان الخطورة تكمن في القادم من البوسترات، ان نحن سكتنا الآن عن هذا البوستر السخيف.
ملاحظة: أسماء الشركات الراعية موجودة لدينا، ويمكن لمن يهمه أمر الاطلاع عليها، الاتصال بنا عن طريق الصحيفة أوالانترنت.