من حقنا أن نسأل: لماذا؟
لماذا ينهض بشر مختلف دول العالم من نومهم صباحا، ويحتسون قهوتهم، ويتابعون باهتمام نشرات اخبار الطقس ويمارسون الرياضة ويقرأون آخر اخبار الاكتشافات الطبية والعلمية، التي تعيد الأمل للانسان بسعادة وعمر مديد، ويتداولون بينهم اخبار الجامعات والمختبرات والمكتشفات الجديدة في الوقت نفسه الذي يصحو فيه سكان الأمة العربية والاسلامية على أخبار القتل وجز الرؤوس في مصر والجزائر والعراق والسعودية والكويت وباكستان وافغانستان والشيشان وعشرات المدن العربية والاسلامية الأخرى؟
لماذا تميزنا عن مختلف الشعوب الأخرى بميلنا الشديد للعنف، ورفض الآخر، ولم نشتهر إلا لفترة قصيرة بتقدمنا وثقافتنا وانسانيتنا، وذلك عندما كنا نتقبل الآخر، ونقبل به بيننا وزيرا وعالما ومكتشفا وباحثا؟
لماذا تنتشر بيننا الحروب القبلية والطائفية والمذهبية، على الرغم من ادعاءاتنا المتكررة بكوننا خير الخلق؟
لماذا تميزت عنا، وسبقتنا بسنوات ضوئية، شعوب لم يكن العالم يعرف عنها شيئا قبل أقل من ربع قرن، وأصبحت الآن ملء السمع والبصر، وتوارينا نحن في الزوايا المظلمة من الزمان؟.
الجواب ليس صعبا، فشعوب العالم الآخر لا تستفتح يومها بفتوى تحلل اراقة دما ءالغير، ولا يظهر على شاشات تلفزيوناتها، وفي أكثر ساعات اليوم انتاجية، وجوه مكفهرة كوجه عبدالخالق تحذر الناس من بطش الآخرة وبأس القرار.
كما ان شعوب العالم الاخرى لا تشغل نفسها وانفاسها بآراء وتكفيرات ولو تصفحت صحفهم ومجلاتهم لما طالعت فيها إلا المتطرف من آراء بن لادن والمكفر من بيانات الظواهري، او اللاعن من فتاوى ابوغيث، أو الهادم من تصرفات الزرقاوي، حيث ان هذه الامور الكارثية لا توجد إلا لدينا دون بقية الخلق والمخلوقات!
فهل بعد هذا البؤس بؤس؟
***
ملاحظة:
في سعينا لحشد التأييد من أي جهة كانت، قمنا طوال يوم أمس الأول بالانشغال في اجتماعات متواصلة مع 'الشخصية الاجنبية'، التي تواجدت في البلاد مؤخرا لادارة معركة نيل المرأة حقوقها الدستورية فيما يتعلق بالترشيح والانتخاب، وقد قامت تلك الشخصية بخبراتها الواسعة في ادارة مثل هذه الحملات، بتزويدنا بمختلف الارشادات المفيدة والنصائح الطيبة.
كما قامت، جزاها الله خيرا، بتزويدنا بمبالغ كبيرة من المال لنقوم بشراء بعض ذمم مشرعينا.
نشكر السيد خالد سلطان العيسى، الذي لفت نظرنا لوجود تلك الشخصية الاجنبية في البلاد.