شكرا لأميركا .. وألف شكر
شكرا لأميركا التي حررت بلادنا من شر طاغية محتل حقير وغبي.
وشكرا لأميركا التي حررت العراق من شر ذلك الطاغية الحقير نفسه.
وشكرا قبل ذلك لأميركا التي حررت أفغانستان من حكم أحقر نظام متخلف عرفه العالم.
والشكر لأميركا التي حفظت لنا الديموقراطية في الكويت من 'نوائب' الزمن.
وشكرا لها لإعادتها الديموقراطية لأهالي البحرين.
وشكرا لها لدورها في توزير العمانية وانتخاب القطرية وترفيع قدر الاماراتية.
وشكرا لأميركا التي بفضلها سينتخب المصريون رئيسهم لأول مرة منذ ما قبل حورس وتحوتمس وأمون وحتشبسوت وغيرهم.
وشكرا لها لدورها في إدخال انتخابات بلدية بدائية الى أرض المملكة للمرة الأولى في تاريخها القديم والحديث.
وشكرا لها لدورها في إجراء أول انتخابات حرة في تاريخ العراق منذ ما قبل نبوخذ نصر بألفي عام وأكثر.
وشكرا لها لدورها في إجراء أول انتخابات حرة ومباشرة في تاريخ فلسطين منذ زمن الكنعانيين والعبرانيين وحتى اليوم.
لست معنيا هنا لمعرفة حقيقة دوافع أميركا وقادتها، ولماذا ضغطت وحاربت وضحت بأموالها وأرواح ابنائها لكي تنعم هذه المنطقة المضطربة، أمنيا وعقليا، من العالم، بنعمة الحرية ونسائم الليبراليةِ فقد يكون وراء الأمر حب أو لسواد عيون البعض منا، أو قد يكون التدخل تحقيقا لمصالحها الاستراتيجية وأمنها القومي، فكل ذلك سيان عنديِ فالمهم أنها فعلت ذلك والسلام، وفعلته بعد أن تجذر اليأس في نفوسنا وتيبست الآمال في عروقنا من أي بارقة أمل بحدوث تغيير ما من الداخل منذ حروب الردة وضياع فلسطين.
ولا ننسى في هذه العجالة أن نشكر أميركا التي كشفت وفضحت مواقف بعض المزايدين من 'معارضة' لبنان الذين سبق أن سخروا منا وتهجموا علينا ووصفوا تعليق آمالنا على أميركا واستعانتنا بها على تحرير بلادنا من جور الجار الشقيق، والذين يتصرفون اليوم بتلك الروحية نفسها وأقصى أمانيهم ان تقوم أميركا بالتدخل سياسيا ودبلوماسيا، وحتى عسكريا، لتخليصهم من جور جار شقيق وأجهزة مخابراته.
لقد سبق ان طالبنا، عبر أكثر من وسيلة، بإعادة النظر في مناهجنا الدراسية وتغييرها للأفضل، فسخر منا من سخر وضحك من ضحك وغضب من غضب، ولكن لم يتقدم أحد بطرح بديل بالرغم من إقرار الجميع بحاجة تلك المناهج الى التعديل والتبديل.
واليوم نطالب، كما طالبنا بالأمس، باستمرار تدخل أميركا، مدفوعة بأي أمر كان، 'لفرض' الديموقراطية في منطقتنا ونشر قيم التسامح بينناِ فبغير ذلك لا أمل في حدوث تغيير في بلادناِ وعبارات الطبيب 'الإنسان' النائب 'أبو رمية خائبة' خير دليل على ما نقول!