حد هوش السيد الوزير
لوزير الأوقاف شطحاته وأقواله الغريبة التي لا يمكن المرور عليها مرور الكرام دون رفع حاجب تعجب ازاءها أو التعليق عليها كتابة.
فقد سبق أن كلفت الحكومة السيد وزير الأوقاف، وزميلا آخر له، بتقصي أوضاع مؤسسة الموانئ، بعد ان زاد اللغط حول أوضاعهاِ وطلب مجلس الوزراء منهم رفع تقرير عن حقيقة ما يشاع عن وضع المؤسسة وما يجري فيها، وأكثره ورد في تقارير ديوان المحاسبة.
مرت اشهر ثلاثة لم نسمع فيها شيئا عن التقرير، وكنا نتوقع، بناء على ما وصلنا من بعض النواب، اتصالا من السيد الوزير بنا، بحكم معرفتنا شبه الشاملة عما يجري في تلك المؤسسة، وعلاقتنا اليومية بأعمالها، ولكن يبدو ان السيد الوزير لا يميل كثيرا لمضايقة المتنفذين، ولهذا توقفت عن انتظار اتصاله منذ اليوم الرابع أو الخامس لتكليفه بالمهمة!
وقبل ايام حاول الوزير التقليل من العدد الحقيقي لخطباء المساجد الذين تم فصلهم أو توقيفهم عن الخطابة بسبب تراكم الشكاوى عليهم، وذلك بمقارنة عدد الموقوفين، الذي يبلغ 17، بالعدد الإجمالي للخطب التي تلقى في مساجد الكويت سنويا، والتي تزيد على 32 ألف خطبة، وليس بعدد الخطباء الكلي! وفي هذا تلاعب بالأرقام وخلط للوقائع ما كنا نود للوزير الوقوع فيه.
وأثناء حضور الوزير قبل ايام ندوة تتعلق بأنشطة الشركات والمؤسسات المالية، التي تسمى بالإسلامية، نفى الوزير، في كلمة الافتتاح الرسمية، وجود أي علاقة مريبة لهذه الشركات والمؤسسات بتمويل الارهاب! لماذا؟ لأن هذه الشركات، وحسب قول الوزير المطلع، تتبع المعايير المحاسبية الدولية!
قد يكون نفي السيد الوزير صحيحا، ولكن ما علاقة اتباع شركة ما للمعايير المحاسبية العالمية بفساد ادارتها أو نيتها في مساعدة هذه الجهة أو تلك الجمعية؟!
يجب ألا نستمر كثيرا في توجيه اللوم للسيد الوزير، فيبدو أن هذا حد هوشه.
ملاحظة (1):
بعد صمت الكثيرين عما يجري في الموانئ، ومحاولة زملاء آخرين تكذيب ما سبق أن كتبناه عن خراب تلك المؤسسة، وبعد طفوح الكيل، انضم الزملاء نبيل الفضل، محمد الشيباني ووليد الغانم إلينا في مطالبة الحكومة بضرورة النظر في أوضاع المؤسسة قبل أن تغرق.
فشكرا لهم جميعا، ونتمنى أن تثمر كتاباتهم عن تحقيق شيء إيجابي فشلنا نحن في الوصول إليه.
كما يدل استمرار الزملاء المذكورين في الكتابة عن أوضاع الموانئ على فشل اللجنة الوزارية التي سبق ان كلفت برفع تقرير عن أوضاع المؤسسة في مهمتها الخطيرة والحيوية.
ملاحظة (2):
أنقذ الأخ منقذ السريع، رئيس مسرح الخليج العربي، وقت فراغ إجازة العيد الطويلة والمملة بمجموعة كتب قيمة قام بإهدائنا إياها، والتي لم يتسن لنا سوى تصفح مواضيع البعض منها والاستغراق في قراءة أكثرها دسامةِ فشكرا للمسرح العربي ولمنقذ، ونأمل أن تقوم بقية الفرق المسرحية الكويتية باتباع هذا النهج السليم، هذا إذا لم تكن قد فعلت ذلك حتى الآن، في إثراء المكتبة بمؤلفات ومطبوعات قيمة عن المسرح عموما، وعن رواد المسرح الأوائل والحاليين، من الكويتيين وغيرهم، الذين لم تتوقف أدوارهم على إدخال الفرحة الى قلوبنا والبهجة الى حياتنا، بل والأهم من ذلك لتأثيرهم الإيجابي في لجم قوى الظلام التي كادت تطبق على أعناقنا.