دفوف الأوقاف
في سابقة، ربما تكون الاولى في العالم، قامت احدى اللجان الخيرية في منطقة النزهة، واحتمال عدم شرعيتها هو الاكثر ترجيحا، بتنظيم دورة لتجويد القرآن وفق علم 'الموسيقى'!
وهذه الدورة التي ستخضع الدراسة فيها للقوالب الموسيقية المعروفة بعلم المقامات، تجري تحت مظلة 'جمعية الاصلاح الاجتماعي'، وبموافقة وزارة الاوقاف استنادا الى فتوى رسمية صادرة عن امانة الاوقاف بتوقيع السيد عيسى زكي!
من حقنا اولا ان نتساءل: لو كان مثل هذا الاقتراح قد صدر عن احد الذين يوصفون عادة بالتغريبيين او العلمانيين او الليبراليين او المنشغلين في قضايا الموسيقى والطرب، فهل كان طلبه سيجد كل هذا التجاوب من وزارة الاوقاف والامانة العامة، وتصدر به فتوى رسمية؟
ثانيا: ما هو رد التشريقيين (عكس التغريبيين) من المتدينين المتشددين الآخرين على مثل هذه الفكرة؟!
ثالثا: من هو الذي يعرف مقامات 'الرست' و'الصبا' و'الحجاز'، ومقامات 'نهاوند' و'كرد' والبياتي؟ أليس هم اولئك الذين يعرفون الشيء الكثير عن الموسيقى؟
رابعا: منذ متى كان هؤلاء الموسيقيون من احبة الاسلاميين المتفذلكين الذين طالما كفروا موسيقاهم وآلات طربهم وجلساتهم وكلمات اغانيهم، وكفروهم وجميع العاملين معهم في مجال الطرب الموسيقي صبحا وعشيا؟ ومنذ متى كانوا من سامعي موسيقاهم او من مجالسيهم ومن ضاربي الدفوف معهم ومن اللاعبين على مزاميرهم؟
يقول اصحاب هذه الفكرة ان الهدف منها هو جعل عملية الاستماع للقرآن استمتاعا، وان لا تكون عملية الاستماع الى كتاب الله مدعاة للملل!
ترى ماذا كان سيصيبنا لو ادلينا بنصف هذا الكلام؟
ولكن بما ان هذا الحديث، والقول صادر عن جماعة الشيخ 'عبدالله'، مسير الجماهير من الجهراء والى الوراء، فإن هذا الكلام محبب ومقبول منهم تماما!
ومن المؤكد ان مبلغ خمسة الملايين دينار التي تبرعت بها الحكومة لوزارة الاوقاف لمحاربة الارهاب ستصرف على مثل هذه 'الأبحاث'!
***
ملاحظة:
بينت الصور التي نشرتها جريدة 'الوطن' في عدد 25/12، ان عدد الذين التحقوا بدورة 'جمعية الاصلاح' لم يزد عن ثلاثة!