'النحاسة الكويتية' لمن لا يعرفها
كانت وزارة الاعلام، في الغابر من الأيام، تقوم بالترخيص لبعض الفنادق ذات النجوم المتعددة بعزف البيانو، او اي آلة موسيقية غير ذات صبغة دينية، في بهو الفندقِ وكان الترخيص غريبا في طبيعته حيث كان يتطلب من اصحاب الفنادق تجديده شهريا، اي 12 مرة في السنة!
لم يعرف الكثيرون، من غير الخبثاء، السر وراء ذلك القيد الغريب الى ان افشاه احدهم بالقول ان الوزارة تهدف من وراء ذلك الحرمان، وربما الاساءة، الى مجموعة معينة من المواطنين والمقيمينِ فالترخيص الشهري كان يجدد لكامل ايام الشهر لفترة احد عشر شهراِ ثم تتغير الحال في شهر ديسمبر من كل عام بحيث تنتهي صلاحيته في مساء يوم 23 من الشهرِ ثم يجدد مرة اخرى في الثاني من يناير من السنة التاليةِ وهكذا، وبجرة قلم، وقدرة قادر، تتوقف جميع الفنادق المرخصة عن عزف اي آلة موسيقية في بهو الفندق في اليوم السابق للكريسماس وفي ليلة الكريسماسِِ ويستمر حظر العزف والاحتفال ليشمل رأس السنة الميلادية، ثم تعود الحياة للبيانو وآلات الفنادق الموسيقية الاخرى في اليوم التالي من العام الجديد وكأن شيئا لم يكن!
هل رأيتم 'نحاسة أكثر من ذلك'؟
كان ذلك يحدث قبل قرون عديدة، ولكن الحال تغيرت بعد ان انسابت مياه كثيرة من تحت جسور التغيير والتبديل، او هكذا اعتقد السذج منا، بعد ان رأينا ذلك الاستقبال غير المسبوق الذي استقبل به نجم ستار اكاديمي بشار في المطار، كما اعتقدنا بأن عهد الحكم 'الاصلاح الاجتماعي قد انتهى، ولكننا فوجئنا ونحن نستعرض ما صدر من صحف، ونحن خارج البلاد، بأننا قد عدنا القهقرى والمقهرة للوراء، وان الحكومة قد منعت ليس فقط الحفلات الغنائىة في الفنادق بل وشملت بعطفها جميع المطاعم الفخمة والرخمةِ كما ان الحظر لم يتوقف عند عتبات الحفلات الغنائية بل امتد ليشمل حتى الضرب على الدفوف!
نعم، نحن نعيش عصركم يا مصلحون، ويا اجتماعيون، فمن حقكم ان تبيضوا وان تصفروا!
***
ملاحظة:
أساء البعض فهم فحوى ملاحظتنا المتعلقة بموضوع الاستجواب المقدم من النائب العمر ضد الوزير باقر (القبس 10/1)ِ فما اردنا حقيقة قوله هو اننا، على الرغم من التعاسة الشديدة التي نشعر بها كون النائب جمال العمر هو الذي يمثلنا في مجلس الامة، الا اننا لم نمتلك الا خيار تأييد استجوابه لوزير العدل الذي اضاع بوصلته 'العادلة' منذ سنوات طويلةِ وهذا حقا من سخرية القدر! نعتذر ان كانت ملاحظتنا قد اسيء فهمها.