الحماية من الجهل
أبدى احد الكتاب قبل سنوات اعجابه ودهشته، عبر مقال صحفي، من معجزة حدثت اثناء نشوب حريق في احد الملاحق حيث ذكر ان الحادث اودى بحياة طفلة كانت تسكن في ذلك الملحقِ وعلى الرغم من ان الحريق تسبب في القضاء على جميع محتوياته، الا ان المعجزة كانت في نجاة صفحات المصحف، الذي كان في الملحق، من الحريق!
وقمنا بالرد عليه قائلين ان ما كتبه سقيم، ولا يستوي مع العقل! فرحمة خالق الطفلة اوسع من ذلكِ ويجب ألا تقاس الامور بمثل تلك الطريقة الخالية من الرحمة والعقل.
في الاول من يناير، وبعد ورود الانباء عن وقوع اسوأ كارثة طبيعية تصيب البشرية منذ قرون، كتب احد النواب مقالا ذكر فيه ان مراسل 'بي بي سي' في اقليم 'اتشه' الاندونيسي، قد ذكر ان مساجد الاقليم كانت تقف شامخة تتحدى قوى الطبيعة التي حطمت باقي المبانيِ وان هذا، حسب قول النائب، من آيات الله، وانها كرامة!
لا ادري اي فكر هذا الذي يستطيع كتابة مثل هذا الكلام دون ان يفكر، ولو مليا في عواقبه او مدى دقته.
كيف يمكن ان نصدق ان رحمة الله لم تسع حياة اكثر من 150 الف ضحية بريئة، وانها وسعت في الوقت نفسه مسجدا هنا او هناك؟
الا يعلم هذا النائب وغيره من المدعين بأن دور العبادة هي عادة ما تكون من اكبر واقوى مباني اي قرية او مدينة صغيرة؟
الا يعرف هذا النائب وغيره من المدعين بأن مباني الاف المساجد، صغيرها وكبيرها، قد جرفتها مياه البحر وسيول الامطار وحطمتها الزلازل وقضى عليها الزمن طوال اكثر من 1400 عام دون ان يفقد احد ايمانه بسبب ذلك؟
ثم ما هو تفسير النائب لنائبة هدم واحد من اهم واقدم مساجد الهند الذي ساواه المتطرفون الهندوس بالارض قبل سنوات ليقيموا مكانه معبدا خاصا بهم؟
ملاحظة:
من سخريات القدر، اننا أصبحنا شبه مجبرين على اختيار اما الوقوف بجانب النائب جمال العمر، أو الوقوف بجانب وزير العدل أحمد باقر وتأييده!