مافيا البنك
قمت قبل ايام بزيارة ثانية خلال اسبوع لاختصاصي علاج الاسنان بعد تشقق الحشوة التي سبق ان ثبتت على احد اضراسيِ سألني المختص عما اذا كنت قد كسرت شيئا صلبا على الضرس، كالمكسرات او البنك!!
والبنك، لمن لا يعرف، هو نوع من البقول او المكسرات ذات قشرة صلبة تجلب من ايران، ويتم تناولها بوضعها داخل الفم وكسر قشرتها الخارجية الصلبةِ وعندما اجبت بالنفي، ذكر لي ان 'البنك' سبب رئيسي لتكسر اسنان الكثير من المواطنين.
لفتت ملاحظته نظري الى باعة البنك الذين يقومون ببيع بضاعتهم على الدوارات الداخلية لمناطق السكن النموذجية، واتضحت لي الامور 'المتنوعة' التالية:
اولا: يباع البنك عادة منقوعا بالماء ومخلوطا بالملحِ ويقوم من يشتريه بوضعه في فمه كما هوِ ولا احد يعرف مدى نظافة الماء المستعمل في تنقيع البنك او نوعية الملح المستعمل.
ثانيا: يخلط البنك بالماء والملح يدويا، وهذا يعني ان اي امراض جلدية او حساسية او اي امراض معدية، مصاب بها البائع، سوف تنتقل للمشتري.
ثالثا: يتم بيع البنك بدون ترخيص تجاري او صحي.
رابعا: للبنك تأثير سيئ على الاسنان، كما انه يحتوي على نسبة عالية من الملح الضار صحيا.
خامسا: يتسبب وجود بائعي البنك على دوارات المناطق السكنية في عرقلة المرور، وخاصة عند دوار مستشفى هادي ودوار السرة.
سادسا: وجود هؤلاء البائعين المخالفين، بوضعهم الضار للبيئة والصحة وحركة المرور، يبين بطريقة قبيحة وجود فساد اداري واضح وخطير.
فلا الشرطة على استعداد لمخالفة السيارات التي تقف لشراء البنك وتتسبب في عرقلة حركة المرور، ولا مفتشو البلدية لديهم القدرة على مواجهة 'مافيا البنك' التي تقف وراء اولئك البائعينِ ولا وزارة الصحة على استعداد للتدخل مع السلطات الجمركية لمنع استيراد هذه المادة الهامشية السخيفة الضارة والقذرة في كافة الاحوال.
وهذا يعني ان وراء هذه التجارة جهات 'متنفذة' مستفيدة من بقاء اوضاعهم كما هيِ وقد رأينا مثالا على ذلك 'بائع البطيخ' الذي سبق ان كتبنا عنه وعن الجهة التي كانت تقف وراءه.
نتمنى ان تتدخل كل، او واحدة من الجهات اعلاه، لوقف المتاجرة بتلك المادة السخيفة وبتلك الطريقة غير الصحية وغير القانونية، ولكي لا تصح مقولة: سلطة 'البنك' اقوى من سلطة 'التنك'!!