اللواء والكندي والغربيون
الاخ اللواء ثابت المهنا، وكيل وزارة الداخلية المساعدِِ على الرغم من علاقتي الشخصية بك ومعرفتي بأرقام هواتفك المباشرة، فإنني فضلت هذه المرة الاتصال بك عن طريق هذه الزاوية.
لاشك انك تعرف، وانت الحصيف، ان من السيئ جدا دعوة اناس للعشاء ومن ثم اهانتهمِ والأسوأ من ذلك القيام بعرض تقديم خدمة او مساعدة، وبعدها، وبدون اي مبرر، التخلي، بطريقة غير لائقة، عن اتمام الخدمة لهمِ اقول ذلك بمناسبة جهودك الشخصية الطيبة، واخرين من زملائك، في اقرار اعفاء مواطني 34 دولة من شرط الحصول المسبق على اذن الزيارة قبل القدوم الى البلاد.
هذا التطور الكبير في التعامل مع مواطني 34 دولة متحضرة لا يعني الكثير إذا لم يتم انهاء معاملاتهم بطريقة لائقة فور وصولهم إلى أرض المطار.
ما يتعرض له الكثير من المسافرين، سواء من مواطني الدول ال 34 او غيرهم للحصول على الفيزا، او اعتمادها، او عند شراء طابع ثلاثة الدنانير السخيف، لا يمكن ان يوصف بانه تصرف حضاري، بل هو اقرب إلى الاهانة، واسمح لنا بأن نقول، والى قلة الادب، منه الى اي شيء اخر.
لقد اضطررت شخصيا للانتظار في المطار لاكثر من ساعة وربع ساعة، بعد وصول الطائرة التي كانت تقل ضيفي القادم من كندا، بعد سفر دام 22 ساعة، قبل ان يخرج من منطقة الجمارك، مع اخرين من عدة دول غربية، وهم يلعنون الساعة التي صدقوا فيها ان الكويت ترحب بهم!
لقد تبين ان الرجل، ومعه البقية، قضوا وقتا طويلا ومملا وغير مبرر، امام حاجز اصدار الفيزا، وفي حضرة اثنين من موظفي الهجرة، اللذين امتلكا كل شيء عدا الكفاءة والذوق وادب التعامل مع الاخرين.
فطوال وقوف المسافرين الغربيين، وغيرهم، امامهما، لم تتوقف ضحكاتهما وسخيف تعليقاتهما عن معنى اسم احدى المسافرات، وتخلل كل ذلك تبادل العديد من انخاب استكانات الشاي ونفث دخان سجائرهما، الممنوع تدخينها في المطار، في وجوه ضيوف الدولة.
لقد فعلا كل شيء الا القيام بادخال بيانات جوازات المسافرين بطريقة ولو قريبة من الاحتراف.
ان غالبية حكومات الدول الاربع والثلاثين التي اعفي مواطنوها من شرط الحصول المسبق على اذن زيارة الكويت، لم يطلبوا من حكومة الكويت ذلك الاعفاءِ فهذا الاستثناء صدر بمبادرة حسن نية مناِ وعليه فمن قلة الذوق والحصافة والادب ايضا، اعلام مواطني الدول بذلك الاعفاء، ومن ثم اهانتهم عند وصولهم الى منافذ البلادِ ولا اعتقد انني أبالغ في القول لو ذكرت ان غالبية مواطني تلك الدول يفضلون العودة الى النظام المعقد القديم دون التعرض للاهانة، كما هو حاصل الان في منفذ المطار بالذات.
واكاد اجزم كذلك ان السيد يعقوب الصقر، مدير عام المطار، الذي تقدمت خدمات المطار على يديه تقدما كبيرا، عالم بمدى الضرر الذي يتسبب به هؤلاء الشرطة غير الاكفاء، ولكنه لا يملك السيطرة عليهم.
وعليه، فاننا نطالبكم، بحكم واجباتكم المهنية، بوضع الاشخاص المناسبين، تعليما وخلقا، في ذلك المركز الحساسِ كما نتمنى عليكم التنسيق مع وزارة المالية لحل مشكلة الطوابع الماليةِ فما لحق بسمعة البلاد من سوء، منذ تطبيق القانون الجديد وحتى الان، اكثر من كاف.
* * *
ملاحظة:
قام مئات الاف الاوكرانيين، وتحت درجة حرارة تقل عن الصفر بكثير، وبطريقة بطولية قل نظيرها، بالتظاهر في العاصمة كييف لمدة 11 يوما بدون توقف، احتجاجا على اتهامات 'تتعلق بتزوير الانتخابات الرئاسية التي جرت فيها، والتي نجح فيها رئيس الوزراء وسقط فيها مرشح المعارضةِ ولم تتوقف التظاهرات الا بعد ان اعلنت المحكمة العليا في اوكرانيا بطلان الانتخابات دستوريا.
في جو ربيعي جميل، وفي وضع معاكس لما جرى في اوكرانيا، قام مئات الاف مواطني اكثر الدول العربية 'فهما'، يشاركهم الاف اخرون من دولة مجاورة، بالتظاهر تأييدا لبقاء رئيسهم في القصر الجمهوري لفترة جديدة، بالرغم من مخالفة ذلك لدستور البلاد!