الجامعة المفتوحة أكثر
تلقيت عبر البريد الالكتروني العرض السخي التالي:
'بإمكانك الآن الحصول على شهادة جامعية تضمن لك مستقبلا باهراِ كما ستكون هذه الشهادات عاملا مؤثرا في حصولك على القوة الاجتماعية التي تسعى لها، وستزيد من دخلك، وستجعلك موضع احترام كل من حولك!
للحصول على هذه الشهادات، وهي حصرا البكالوريوس الماستر والدكتوراه، فإنك لا تحتاج الى القيام بأداء اي اختبارات قبول او امتحانات نهاية العام الدراسيِ كما ان الحصول على هذه الشهادات لا يتطلب حيازة وقراءة كتب مدرسية او الانخراط في فصول دراسية مملة.
كل ما عليك القيام به هو الاتصال برقم هاتف (ِِ)، في الولايات المتحدة الاميركية، وسيتم قبول الطلب فور دفع الرسوم المقررة!'
وتقول مروجة الفكرة 'أِ نويل' ان جميع طلبات الحصول على الشهادات ستقبل، ولن يتم رفض اي طلب.
وذكرت النشرة أن الخط الساخن مفتوح طوال 24 ساعة يوميا ولسبعة ايام في الاسبوع، بما في ذلك يوما السبت والأحد!
كما يضمن مروجو الفكرة السرية التامة فيما يتعلق بأسماء او شخصيات الراغبين في الحصول على هذه الشهادات الجامعية العالية؟
***
والآن من حقنا ان نتساءل: كم من المنتمين لقبيلة الدال من حملة شهادات هذه الجامعة المزيفة موجودون بيننا، خاصة بين اولئك الذين لا حاجة لهم لتصديق صحة شهاداتهم الجامعية لدى التعليم العالي؟
واذا كانت هناك بالفعل جامعات تعطيك اعلى الشهادات الجامعية بالبريد خلال فترة اسبوعين تقريبا، وبجانبها جامعات مميزة يصعب الحصول على مقعد شاغر فيها، فإن هذا يعني ان هناك المئات من الجامعات 'البين بين'، وهذه هي التي تشكل الخطر الاكبر، والمصدر الاكبر للحصول على شهادات جامعية عالية.
فمن غير المعقول كل هذا التراكم من حملة شهادات الدكتوراه بيننا، وعقول، وطريقة تفكير، الكثيرين منهم لا تستحق حتى ان تكون ضمن جمجمة محمولة على كتفين بشريين!
إننا لا نود ظلم احد، ولكن لو نظرنا حولنا وتفحصنا مستويات نسبة كبيرة من مدرسي الثانوية والجامعة لدينا، واطلعنا على التصريحات الصحفية للبعض منهم وتحليلاتهم العسكرية والسياسية، وما يصدر عن آخرين من فتاوى دينية واستشارات احلام وطرق علاج مشعوذة، لوجدنا أن حاملي مثل هذه الشهادات ليسوا ببعيدين عنا، وانهم يعيشون بيننا، ويؤثرون بسقيم آرائهم في افكار الكثيرين من السذج بيننا.