مؤامرة تدمير تعليم الإنكليزية

نتيجة الارتفاع الأخير في اسعار النفط، فان الفوائض المالية أكبر بكثير مما نتصورِ والحكومة، ومعها مجلس النواب، في حيرة من أمرهما فيما يتعلق بالكيفية التي يجب فيها صرف هذه الأموال بأسرع ما يمكن، وكأن وجودها مستثمرة في أدوات مربحة أمر لا يجب ان يستمر.
من المعروف ان الاستثمار في التعليم، بالرغم من قلة الأموال المطلوبة له، هو الذي يعطي اكبر عائد، مقارنة بأي استثمار آخر.
وبالرغم من هذه البديهية فإننا نجد أن ما تصرفه الدولة على التعليم في تناقص مستمر كل عام، خاصة عندما نأخذ في الاعتبار الزيادة الطبيعية في أعداد طلاب العلم كل عام، ونوعية التعليم المطلوب، ومقررات ووسائل التعليم المتقدمة والحديثة المطلوب استعمالها.
نشرت 'القبس' خبرا بتاريخ 9/10 يتعلق بتأخر وزارة التربية في تسليم دليل المعلم لمنهج اللغة الانكليزية بالرغم من مرور شهر تقريبا على بدء العام الدراسيِ وهو التأخير المسؤول عنه مقاول تأليف وطباعة الدليل! لم أصدق ما قرأتِ فقد تكرر هذا الإهمال وهذا التأخير للعام الثالث على التواليِ وسبق ان تطرقت الى هذه المشكلة في أكثر من مقال، إضافة الى مشكلة مقرر اللغة الانكليزية للمرحلة الابتدائية ككل، والذي يشكو من قصور مخيف.
لقد سبق ان بين خبراء التعليم، وعدد ممن تم تكليفهم بدراسة مقرر اللغة الانكليزية رأيهم فيه وجوانب القصور القاتلة التي يشكو منهاِ وكانت النتيجة التي أجمع أغلبهم عليها أن المقرر سيئ، وأن 'المقاول'، أو الجهة العربية، التي ارسي عليها عقد كتابة وتصميم منهج اللغة الانكليزية للمرحلة الابتدائية، لم يكونا بالمستوى المطلوبِ وأن من الضروري اتخاذ قرار بالغاء عقد طباعة الكتاب، بسب ضعف الخبرة وتأخير الطباعة وسوء المضمون!
ولكن، وبالرغم من اقتناع كبار مسؤولي وزارة التربية بهذا الأمر، فانهم، كما يبدو، على غير استعداد لاتخاذ قرار بشأنه، لأسباب تتعلق بالمحاباة من جهة، وبالتكلفة من جهة أخرىِ فالغاء الكتاب سوف تترتب عليه أعباء مالية كبيرة، والوزارة، أو الوزير، على غير استعداد لاقرارها! وهكذا يستمر وزير التربية الحالي، كما كان ثلاثة من الوزراء الذين سبقوه، مترددا في اتخاذ قرار الايقاف بالرغم من الضرر البالغ الذي يصيب ابناءنا في كل يوم، وبالرغم من المعاناة الشديدة التي يعانيها المئات من مدرسي اللغة، وخاصة من أصحاب الضمير الحي منهم.
لو كان لدينا إيمان بنظرية المؤامرة لما ترددنا في القول ان ما يحدث في وزارة التربية بخصوص مقرر اللغة الانكليزية لطلاب المرحلة الابتدائية وطالباتها ما هو الا مؤامرة من جهات متخلفة ومتنفذة في الوقت نفسه في وزارة التربية، وتهدف الى تدمير عملية تعليم اللغة الانكليزية لغرض في نفسها!
نطالب وزير التربية، وهو التربوي الخلوق والنظيف، بعمل شيء لوضع حد لهذه المأساةِ فقد طفح الكيل بالكثيرين، والوضع يزداد سوءا كل يوم، ولا يحتاج الأمر الى خبرة متعمقة لمعرفة حجم المأساة التي لمستها بنفسي في أكثر من مناسبة ومن خلال أكثر من كتاب.
ملاحظة: يقال ان سبب التأخير يعود الى تدني قيمة العقد وإلى الخسارة التي أصابت المقاولِ ولهذا فإنه غير قادر على توفير الأعداد المطلوبة بالجودة المطلوبة أو التسليم في التواريخ المحددةِ ولتعويضه عن خسارته فإن الوزارة ماضية في اصدار الأوامر التغييرية له، والتي هي أصلا من ضمن بنود العقد معه!

الارشيف

Back to Top