ابن عزامِِ مولد نجم
اهتمت الفضائىات العربية قبل ايام باكتشاف حذيفة عبدالله عزام وخصصت له الساعات، للحديث عن المعلومات 'المخابراتية' القيمة التي يعرفهاِ وحذيفه، لمن لا يعرف، هو الابن الاصغر لعبدالله عزام، السلفي وايضا 'الاخونجي' الفلسطيني الذي ترك قضية بلاده خلفه، وحول جهاده 180 درجة باتجاه افغانستان، بعد ان اكتشف ان المال الذي يصرف في يوم واحد على 'الجهاد' فيها، من قبل دول الخليج واميركا، يزيد عما يصرف على وطنه في عام كامل! كما وجد ان البيئة هناك اكثر خصوبة لتقبل غرائب مفاهيمه الدينية التي سبق ان تم رفضها من غالبية مواطنيه.
بلغ نفوذ عبدالله عزام هذا حدا غريباِ وكان بالنسبة الى الكثيرين ملهما وقائدا، ولايزال بن لادن يؤمن ويعمل بفكره حتى اليومِ كما وصل نفوذ عزام الى العديد من الدول، وخاصة الخليجيةِ وكان موضع احترام كبير في الكويت، ولايزال الكثير من افكاره يلقى التأييد الكبيرِ وكانت مقدرته على جمع الاموال موضع الاعجابِ وكان يزور الكويت باستمرارِ وسبق ان اجرت له 'القبس' اكثر من مقابلة تحدث فيها عن معجزات المجاهدين الافغان في حربهم ضد السوفيت الطرمانِ كما كتب كتابا عن تلك المعجزات ضمنه مجموعة من الخرافات التي لا يصدقها عقل طفل ذكي، وهي المعجزات التي اختفت فجأة مع اختفاء آخر آلية سوفيتية!
نعود الى اخينا حذيفه ـ الذي كان طفلا عندما اغتالت مخابرات احدى الدول ذات النفوذ في افغانستان، والده واخويه، وانهت بذلك تطرفه الديني الى الابد ـ لنقول انه قام في احدى المقابلات بتقسيم الجهات التي تقوم بالاعمال الارهابية ضد قوات الحلفاء في العراق الى ثلاث فرق:
الاولى: المقاومة 'الاسلامية' ونسبتهم من عدد المقاتلين 18%.
الثانية: أتباع النظام السابق، ونسبتهم 15%.
الثالثة: 'إخواننا الشيعة'، حسب تعبيره، ونسبتهم 15%.
والحقيقة تطل برأسها هنا لتثير الاسئلة التالية:
كيف توصل هذا 'الحذيفة'، او الجهينة، الى هذه النسب الدقيقة؟ ماذا عن 52% المتبقية؟.
هل النسبة الباقية هي للارهابيين وخاطفي الابرياء من العرب والاجانب؟ ولماذا لا يتطرق إليهم، وهل في ذلك اهانة لحركة المقاومة؟ وما علاقة حذيفة بأهل العراق ليصنف بعضهم ب'اخوة شيعة'، وكأن الاخرين شيء اخر؟
نقول كل ذلك لننبه الى ان الحذيفة سيكون له حضور في الفضائيات العربية في القادم من الايامِ وسيستغل اسمه لترويج افكار محددة، خاصة ان طلاقته في الحديث وصوته الجهوري، والاهم من ذلك جهل غالبيتها بمجريات التاريخ، جميعها تؤهله لذلك الحضور!
فأهلا بحذيفة بيننا، فعبد الباري عطوان ومحمد المسفر ومصطفى البكري قد خبا ضوؤهم!! ومعدو المسارح التلفزيونية بحاجة لوجوه جديدة.