ما هي حقيقة دوافعهم؟
تنتشر في بعض المناطق السكنية مجموعة هائلة من اللافتات المتعلقة بانتخابات أعضاء لجمعيات تلك المناطق التعاونيةِ ومن الواضح ان حجم إعلانات هذا العام أصبح أكبر بكثير من السنوات السابقة، والتي كانت تزيد في حجمها، أيضا، عن السنوات السابقة عليها، وقد تجاوز بعضها حجم إعلانات الانتخابات النيابية، كما أن عددها الكبير أصبح ملفتا للنظر.
ولو علمنا ان عضوية مجالس ادارات الجمعيات التعاونية تطوعية، ولا يأخذ العضو مقابلها أي مكافآت او رواتب، شهرية أو سنوية، لساورنا الشك في الأسباب الكامنة وراء كل هذا التطاحن والصراع على منصب فخريِِ من المفترض انه لا يغني ولا يسمن عن جوع!
وحيث ان من الصعب تصديق ما يدعيه معظم مرشحي هذه الانتخابات من ان هدفهم الصالح العام والخدمة العامةِِ ولا شيء غير ذلك، فإن من المفيد أن نبين 'بعض' الأهداف الخفية التي يصبو غالبية هؤلاء المرشحين الأبرياء إلى بلوغها او نيلها من وراء النجاح في تلك الانتخابات.
فالبعض منهم يهدف للتوسط لمن يعز عليه وينال رضاه لكي يحصل على عقود تأجير فروع الجمعيةِ كما يتمنى البعض استغلال علاقاتهم في مجلس الادارة للترويج لبضائعهم الخاصةِ ويسعى آخرون لمنع بيع أو عرض بضائع منافسيهم من خلال الجمعية.
وترغب نسبة كبيرة من مرشحي هذه الانتخابات الى استغلال كرسي عضوية الجمعية للوصول عن طريقه إلى الكرسي النيابي، والتجارب الناجحة أكثر من تحصىِ وهناك البعض الذي يهدف الى التحكم في صرف الأرصدة المخصصة للمعونات الاجتماعية لأهالي المنطقة، من خلال عضويته في تلك اللجان، وبذلك يتمكن من خلق شعبية له بين أبناء المنطقة.
أما البعض الآخر فإنه يهدف إلى الوصول ـ عن طريق كرسي الجمعية ـ لعضوية مجلس إدارة الاتحاد! وهذا سيزيد من فرص تربحه من العضوية من خلال عقود التوريد الكبيرة.
نذكر كل ذلك ونحن على يقين من أن هناك فئة قليلة جدا لا تهمها كل الأمور أعلاهِ ولكن من الصعب أن نصدق ان كل هذا الصرف الإعلاني لا يهدف صاحبه، أو أصحابه، منه إلا الى خير أهالي منطقتهم السكنيةِ وعليه فاننا نطالب وزارة الشؤون بالتدخل ومنع مثل هذه الحملات الإعلانية، وهذا الصرف في الإعلان من أجل إبعاد العمل التعاوني عن السياسة والفساد، فمن يصرف ألفا على الإعلان لبلوغ منصب لا يسمن ولا يغني عن جوع، ربما يأمل في أن يتمكن من استعادة أمواله كاملة وفوقها ربح إضافي!
ملاحظة:
تمت تزكيتي رئيسا لجمعية الجابرية في أول مجلس إدارة، وكان ذلك في بداية الثمانيناتِ واستمرت رئاستي في ذلك المنصب لفترة عشر ثوان فقط، اعتذرت بعدها عن قبول المنصب ليتولاه مؤسس آخر.