المسرح بالموقف أو العكس
لقد تعبنا وسئمنا و'زهقنا' من المطالبة والمناشدة والرجاء من كبار المسؤولين للتدخل لوقف إجراء ما أو إيقاف تصرف غير سليم، ولكن على الرغم من كل ذلك فمطالباتنا لن تتوقف ورجاؤنا لن يكل والسأم لن يصيبنا بالإحباط ومناشدتنا لن تجف آبارها، طالما كان هناك مسؤول في قلبه 'عرج حي ينبض'.
* * *
وافق مجلس الوزراء قبل فترة على تخصيص مبلغ يزيد على سبعة ملايين دينار بقليل لإنشاء صرح حضاري، الكويت بأمس الحاجة له، ويتمثل في مركز ثقافي، على غرار مركز 'عبدالعزيز حسين'!
ولكن يبدو، أو من المؤكد، أن إنشاء المسارح والمراكز الثقافية لا يقع ضمن أولويات الأحزاب الدينية المتخلفة، وعدم وجودها لا يمثل هما لها، بل يسعدها كثيراِ ولهذا تدخلت هذه الجهات وحاولت إيقاف تنفيذ مشروع وافقت الحكومة على موازنته مؤخرا فقط، وبعد إجراء مختلف الدراسات عليه.
نقول ذلك بمناسبة الخبر الذي نشر في 'القبس' يوم 1/9 والمتعلق بقيام وزارة الإعلام بمطالبة البلدية بسحب تخصيص الموقع المخصص للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ضمن القطعة 7 في ضاحية مبارك الصباح، وإعادة تخصيصه للوزارة لتقيم عليه مبنى إداريا ومواقف سيارات!
وهكذا وصل بنا التخلف إلى درجة أصبحت فيها الكتل الخرسانية الخرساء التي تظلل سيارات موظفي الدولة أكثر أهمية من المسرح المتكلم الصادح بمختلف الثقافات والفنون المحلية والعالمية.
والطريف، أو المبكي في الموضوع، أن وزارة الإعلام أنهت كتاب مناشدة البلدية تغيير تخصيص الموقع من مسرح إلى مواقف سيارات بالقول إن التغيير فيه المصلحة العامة لوطننا الحبيب!
لا أدري عن أي مصلحة يتكلم هؤلاء ولا أي وطن حبيب يقصدون، بعد أن استبدلوا الموقف بالمسرح، أو المسرح بالموقفِِ لا أدري أيهما أهم، بعد ان اختلطت الأمور علينا كثيرا في الفترة الأخيرة؟.