قراءة في الأولمبياد

شكلت نتائج الأولمبياد الأخير الذي أقيم في العاصمة اليونانية،أثينا، مأساة عربية إسلامية بحد ذاتها، أضيفت للكم الهائل من المآسي التي نشكو منها!
ووصل الأمر إلى درجة أصبحنا نتساهل فيها ونتقبل قيام أي دولة أوروبية أو أميركية تحترم نفسها ليس بالتغلب علينا في كل ميدان تنافسي شريف فقط، بل وبتوجيه الإهانة إلينا ايضا لا لشيء إلا لما تسبب فيه أبناء جلدتنا وديننا من مآس وآلام للعالم أجمع، بحيث أصبح العربي، والمسلم بالذات، شخصا يمثل وباء يجب التخلص منه والقضاء عليه، أو على الأقل الابتعاد عنه وتجنب رؤيته!
* * *
من واقع نتائج الدورة الأولمبية يمكن استخلاص النتائج التالية، التي من المؤكد أنها لم تحدث مصادفة:
أولا: بلغ عدد الميداليات التي حصلت عليها الدول الإسلامية مجتمعة 25 ميدالية، منها 9 ذهبية فقطِ وحصل على 15، من مجموع 25 ميدالية، ثلاثة من لاعبي دول غير عربية، وهي: إيران وأوزبكستان واندونيسيا.
ثانيا: بلغت نسبة ميداليات العرب والمسلمين من مجموع ميداليات الدورة 2 ونصف في المائة!.
ثالثا: بلغ مجموع الميداليات التي حصل عليها لاعبو ولاعبات جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق 172 ميداليةِ وهذا يزيد عن عدد الميداليات التي حصل عليها لاعبو الولايات المتحدة بنسبة 70%ِ كما يزيد كثيرا عن عدد الميداليات التي كانت تلك الجمهوريات تحصل عليها يوم كانت تحت سلطة واحدةِ كما تدحض هذه الحقائق المقولة التي كانت رائجة بأن الاتحاد السوفيتي، والدول الشيوعية الأخرى، كانت تحصد الميداليات لأنها كانت صارمة في التدريب، وأنها كانت تقوم ب'صنع' أبطالها في مصانع خاصةِ حيث بينت نتائج الدورات الأولمبية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، أن مناخ الحرية الذي أصبحت تتمتع به هذه الجمهوريات الجديدة مكنها من حصد عدد أعلى من الميداليات مما كانت تحصده عندما كانت تحت الحكم الدكتاتوري.
رابعا: لو قورنت موازنات الصرف على الرياضة في عدد من الدول الأفريقية التي برز ابطالها في الدورة الأخيرة، بما يتم صرفه في دولة خليجية واحدة على الجانب الإداري للأنشطة الرياضية فقط لأصبنا بالهلع.
* * *
ملاحظة:
من المؤسف أن تمر أحداث الدورة الأولمبية الأخيرة دون أن تقوم أي جهة بمحاسبة اللجنة الأولمبية الكويتية وهيئة الشباب والرياضية على فضائح مشاركتنا في هذه الدورة.

الارشيف

Back to Top