الحماية من الأصدقاء أجدى
ذكر الزميل عبدالمحسن جمال، (2/9/2004 القبس)، أن السيد علي السيستاني، المرجع الأعلى للطائفة الشيعية في العراق، لم يحتج إلا إلى سويعات قليلة ليحل أعقد مسألة واجهها الأميركان والحكومة العراقية المؤقتة، وذلك بعد ان تحادث مع السيد مقتدى الصدر من جهة، والحكومة العراقية من جهة أخرى، لتتوقف المعارك الكلامية بين الطرفين، ولتصمت القذائف على جوار حرم أمير المؤمنين، عليه السلام!
صور الزميل الوضع وكأن الأميركيين، والحكومة العراقية، كانوا هم المحاصرين، والجانب الأضعف، والمعرضين للإبادةِ وأن تدخل المرجع الأعلى كان لحل 'ِِ أعقد مسألة واجهها الأميركان والحكومة العراقيةِِ'! وهذا التدخل هو الذي أنقذ هؤلاء من أسلحة مقتدى السرية!
إن في هذا القول تجنيا واضحا على الحقائق وقلبا للواقع ما كان يجب أن يصدر عن حامل شهادة عالية وبرلماني سابق معروفِ فالواقع كان خلاف ذلك كليا، و تدخل المرجع الأعلى أدى في حقيقة الأمر إلى إنقاذ حياة مقتدى وماء وجهه، وأنقذ عصابة جيش المهدي، التي احترفت قتل مواطنيها والأبرياء قبل غيرهم، من موت محقق!
أما فيما يتعلق بما ذكره من أن وقف سقوط القذائف لم يتطلب من المرجع الأعلى سوى سويعات قليلة، فهو تجن واضح على تلك المرجعية المحترمة ما كان يجب أن يصدر عمن يدعي الدفاع عنهاِ وكان من الممكن إعطاء ذلك التدخل وصفا أكثر احتراماِ
فالقول ان الأمر لم يتطلب 'سوى سويعات' (!!) يثير تساؤلا محيرا عن سبب تقاعس ذلك المرجع منذ البداية عن إدانة كل تلك المعارك؟ ولماذا انتظر كل هذا الوقت، وسكت لأكثر من أسبوعين قبل أن يتدخل ويهمس بما همس به من كلمات قليلة؟ ومن يتحمل جريرة سقوط مئات القتلى من الجانبين؟ ومن المسؤول عن كل ذلك الدمار الشامل الذي أصاب المدينة وبنيتها الفوقية والتحتية؟ ولماذا تأخر حقن كل تلك الدماء كل هذا الوقت؟ ولماذا حدث التدخل بعدما تبين أن الحصار الأميركي الشديد، سوف يؤدي في نهاية الأمر إلى نجاح القوات العراقية في الدخول إلى الحرم والقضاء على مقتدى وجماعته!
يا أهل البيت، من الواضح أن ليس كل من يدعي محبتكم يعرف كيف يتجنب الإساءة لكم!
ملاحظة:
في الوقت الذي نهنئ فيه أنفسنا والشعب الكويتي وجميع المقيمين على أرض الكويت بموافقة الحكومة على إشهار جمعية حقوق الإنسان فإننا نتمنى ان تقوم الجمعية، دون انتظار، بوضع قائمة بأولوياتهاِ ونعتقد أن مشكلة الإساءة لخدم المنازل يجب أن تأتي على سلم الأولويات التي يجب على الجمعية الاهتمام بها، بسبب كبر حجم هذه الفئة وعدم إنسانية الإساءة التي تلحق بها، من جهة، وبسبب تعرضها في أحيان كثيرة الى الاغتصاب والتعدي الجسدي والموت أحيانا، وشمول المشكلة لأكثر من ثلاثين ألف حالة سنويا، من جهة أخرى.