أين موقعنا من الأكوان؟
بعد أن بزغ نجم 'بشار'، واكتسحت حمى 'ستار أكاديمي'، و'سوبر ستار' شاشات التلفزيونات العربية وعادت الابتسامات الغائبة للوجوه التي فرض عليها العبوس لسنوات طويلة، وبعد أن اكتشفت أحزاب الغم والهم انها ستصبح قريبا خارج الحلبة، وان الناس بدأوا ينفضون عنها، تفتق ذهن المشرفين على واحدة من أكبر تلك الاحزاب حجما وأكثرها مالا، عن فكرة اعتقدت أن بامكانها اعادة استقطاب الشباب لأنشطتها، والرونق لوجهها المجهد والعابس.
وهكذا انطلقت انشطة مهرجان 'حب الأكوان' برعاية ذلك الحزب الديني، ذي الجذور الخارجية، عن طريق أحد الفروع النسائية العديدة التابعة له وقامت، من أجل إنجاح المهرجان، كما قيل، برصد مبلغ تجاوز المائة ألف دينار بكثير، من صافي أموال 'الخيرات'ِ
ما إن انطلقت الحملة حتى بدأت سهام النقد تنهال عليها من كل حدب وصوب، وكانت أكثر الانتقادات قوة تلك التي صدرت من المعسكر الديني المناوئ لمعسكر الإخوان المسلمين، أصحاب الحملة، حيث كتب السيد عبدالرحمن عبدالخالق، وبعض أنصاره، منتقدين فكرة المهرجان، واصفين شعاره ب'الكذب'! منطلقين من مبدأ يتعلق بتعريف الأكوان وكينونة الأكوان وأن هناك كون خير وكون شر، وأن للشيطان كونا وللفضاء كونا وللحيوانات كوناِِ وإن الأكوان، حسب قول كبيرهم، تجمع المؤمن والكافر والملائكة والشياطين وجبل أحد وديار ثمود (!!) ومواقع السخط والرضوان والجنة والنارِِ وان غالبية هذه الأكوان غير محبوبة عند الله ولا عند أوليائه ولا توصف بالتالي بأنها تحب أولياءه.
لم يسكت فريق مشجعي الاخوان عن انتقادات الشيخ ورفاقه، بل جهزوا حملة دافعوا فيها بشراسة عن فكرة المهرجان.
لم نصل بطبيعة الحال إلى نتيجة نهائية تبين أي الفريقين على حق.
والحال أننا سنبقى كذلك الى موعد 'ستار أكاديمي' القادم.
في خلال ذلك، وأثناء انشغالنا بتحديد معنى الأكوان، قامت حكومات الدول الغربية الكافرة، وعلى رأسها أميركا، برصد مئات مليارات الدولارات لاستكشاف الأكوان والفضاء الواسع والشاسع من حولنا، كل ذلك لخير البشرية جمعاء.