رحلات الإخوان الجماعية
ذكرت 'القبس' في صدر صفحتها الاولى بتاريخ 12/8 ان الاحداث الثلاثة العائدين من العراق لهم علاقة بالمتهم الهارب 'خالد الدوسري'ِ وانهم التقوا بأحد الاشخاص الذي زين لهم ودفعهم لفكرة الجهاد في العراق بالتعاون مع بعض 'التنظيمات' المرتبطة بالدوسري.
وعندما نرى الصور التي نشرت في الصحف والتي سبق ان التقطت للمتهم 'الدوسري' بمناسبة الحوادث الارهابية التي هزت المجتمع في السنتين الاخيرتين على الاقل، نجد ان هذا المتهم كان دائما محاطا بعدد كبير من نشطاء الاحزاب الدينية في الكويت، مما يعني ان هناك علاقة ما بينهم واحزابهم، وبين مرتكبي تلك الحوادث!
نقول ذلك بمناسبة الاعلانات التي تقوم مختلف الاحزاب الدينية بوضعها، مع صيف كل عام، على مداخل الجمعيات التعاونية، التي تسيطر على معظمها، والتي تعلن فيها عن رحلات 'عجيبة' إلى عدد من الدول.
فلو تمعنا قليلا في سن المشاركين في تلك الرحلات الجماعية التي تشرف عليها وتمولها احزاب دينية محددة، والتي تتراوح بين سن 11 الى 14، بعد ان تم تغيير بيانات بعض تلك الاعلانات بحيث خفضت فيها سن المشاركين من 18 عاما الى 14(!!) لأسباب معروفة، لوجدنا انها السن التي يمكن فيها تشكيل الفكر وتوجيه الفرد نحو تحقيق هدف محدد، بسبب ما يمتاز به افراد هذه الفئة العمرية من حماس وبراءة تقرب للسذاجة.
ان وجود كل هؤلاء اليافعين، وفي هذه السن الخطيرة التي يسهل فيها تشكيل افكارهم، حسبما يرغب ويريد المشرفون على تلك الرحلات، امر خطير جدا ولا يمكن السكوت عنه، خاصة اذا علمنا ان بين هؤلاء المشرفين من قد يكون على دراية بقضايا تزيين الجهاد وترويج القتل وتسهيل أمر رفض الآخر!
غني عن القول ان مجال عمل هذه الاحزاب السياسية لا علاقة له بالسياحة والسفر، وعليه من حقنا ان نتساءل عن سبب اصرارها في كل عام على ترتيب هذه الرحلات الجماعية لشباب لا يتجاوز عمر الواحد منهم الاربعة عشر ربيعا! أليس الهدف التأثير في افكارهم، وجعلهم في خدمة تلك الاحزاب؟ ألم يهدد رئيس احدها بالقول انه سيسير التظاهرات في طول البلاد وعرضها دفاعا عن مصالحه؟ ومن يضمن طبيعة المواد التي تلقن لهؤلاء من خلال هذه الرحلات؟ وكيف لا يخاف اولياء الامور على انخراط ابنائهم فيها! ألا يعني كل ذلك ان هناك خللا ما في عقول البعض منا؟ لست ادري!