السيد النائبِِ هل تقرأ؟
ركض الفأر مذعورا ليخبر بقية الحيوانات في الحقل بان صاحب البيت وزوجته قد قاما بوضع فخ لاصطيادهِ فقالت له الدجاجة انها لا تعبأ بالامر، فالافخاخ للفئرانِ وقال الخروف انه غير معني بالامر ويمكن بسهولة اصطياده في اي وقت، ولا حاجة للفخ في حاله ولا علاقة له بأمره، وقال الثور للفأر ان صاحب الدار يحرث عليه حقله ويستعمله في الركوب ونقل المواد الثقيلة، ولا غنى عنه بالتالي في الحقل، والفخ لا يعنيه ولا يخاف من وجوده.
عاد الفأر الى جحره حزينا بعد ان رأى كل ذلك الجحود من اصحابه في ذلك الحقل 'السعيد'، وعدم وقوفهم معه في وقت الشدة، واخذ يفكر فيما يجب عليه عمله لكي يتجنب ذلك الفخ اللعين.
في اليوم التالي اكتشفت صاحبة البيت ان حية صغيرة وقعت في الفخ الذي وضع للفأر، وعندما حاولت ازالة الحية التي اعتقدت انها ميتة، قامت تلك بلدغها بقوة في رسغها.
اصيبت المرأة بحمى خفيفة في اليوم الاول فقام زوجها بذبح الدجاجة لكي يحضر لها شوربة دجاج تعينها على التغلب على مرضها.
ساءت حالتها في الايام التالية واشتد عليها المرض وعلم اهلها واقاربها بالامر فقاموا بزيارتها للعناية بهاِ وهنا اضطر زوجها لذبح الخروف لكي يقوم بتحضير الطعام لضيوفه.
لم يمهل المرض الزوجة كثيرا، ولم تمر ايام معدودة حتى فارقت الحياة متأثرة من لدغة الحية.
وهنا قام الزوج الحزين باقامة مأتم كبير لزوجته العزيزة التي ماتت فجأة وحضر كل اهل القرية والاهل والمعارف من قراهم البعيدة لمشاركته في احزانه وتقديم واجب العزاء له، وعندما طال مكوثهم لديه قام بذبح الثور لكي يتمكن من تحضير الطعام لكل ضيوفه.
اثناء كل ذلك كان الفأر يقف بعيدا يراقب تصاريف القدر المضحكة والمبكية في الوقت نفسه، فهو لا يزال حيا يعيش خارج المنزل بعد ان كان رأسه مطلوبا من غير بقية الحيوانات الاخرى في الحقلِ وفجأة وخلال ايام قليلة اختفى جميع اصحابه الذين رفضوا الوقوف معه، بعد ان تحولت الدجاجة الى شوربة، والخروف الى وليمة، والثور عشاء للمعزينِ وعليه فإننا نطالب جميع النواب المؤيدين لابقاء الدوائر الانتخابية على وضعها الحالي، لان في ذلك فائدة آنية لهم، بان دوام الحال من المحال، وان يفكروا قليلا فيما اصاب بقية حيوانات الحقل التي اعتقدت جهلا ان الامر لا يعنيها، ومن الافضل لها بالتالي عدم التدخل ورفض التعديل، فقضي عليها في نهاية الامر.