متى يقع الطلاق؟
جفت حناجرنا ونشفت الأحبار في أقلامنا وتعبنا ونحن ننادي، منذ سنوات وسنوات، كما نادى الزميلان عبداللطيف الدعيج وحسن العيسى بالذات وغيرهما مئات المرات، بأن السبيل الوحيد لعودة الكويت دولة مؤسسات خالية من التطرف، وراعية للتقدم والتحضر هو ان تقوم الدولة، ممثلة بالحكومة، بقطع جميع علاقاتها مع الجماعات الدينية المسيسة وإعلان طلاقها البائن مع قادتها، جماعات وجمعيات وأفرادا، خصوصا أولئك الذين كان لهم الدور الأكبر في حضانة قوى الارهاب واحتضانها وحمايتها ورعايتها، وهي القوى التي نشرت الرعب في الشقيقة السعودية وشاركت في اعمال النهب والقتل والتخريب في العراقِ وكان لها، ولا يزال، الدور الأكبر في توتير الأجواء الاجتماعية والأمنية والاقتصادية في الكويت بعد عملياتها الارهابية الصبيانية التي قامت بها في بداية حرب تحرير العراق واثناءها، وما اطلقته أبواقها من اشارات وصيحات تهديد هنا وهناك ضد الكويت ومصالحها في الداخل والخارج، وما أصبح يصدر عنها بشكل يومي متكرر وممجوج من تهديدات باستجواب مختلف الوزراء والإصرار على توتير الحالة الأمنية والأجواء السياسية.
ان نفي جميع الجمعيات والأحزاب واللجان الدينية غير القانونية وغير المرخصة علاقتها بحوادث الارهاب يمكن قبوله اذا قبلنا ان لا علاقة لمياه البحر بالملوحة، فما نراه من عنف ديني مستشر لم ينشأ من فراغ، ولم ينم دون رعايةِ ولا نتكلم هنا عن علاقة مادية او معنوية مباشرة تربط بين قوى الارهاب الدولية وجمعياتها الدينية، بل بكون تلك الجمعيات ليست فقط المكان الذي خرجت منه الافكار الخطيرة التي سممت افكار الشباب والسذج منا، والتي زينت لهم أننا خير البشر، وان لا حق لغيرنا في الوجود، وأننا الأسمى، وان مآلنا جنات النعيم ولنا الحور العين، بل ولدور هذه الجمعيات الحالي والمستمر في زرع الخطير والمتطرف من الاراء التي تتسبب في تسميم افكار الصغار التي تعطى لهم من خلال مختلف الندوات والمخيمات ومعارض كتب الجن وزواج الأباليس وعذاب القبر التي تقوم بالترويج لها بعد ان مولت لسنوات طبعها وتوزيعها بعد الترويج لها!
ان الوضع خطير، ويتطلب من حكومة سمو الشيخ صباح تحركا سريعا قبل ان تفلت الأمور أكثر مما هي منفلته الآن.