نائب 'الجت
في ندوة الاستجوابات النيابية التي اقيمت السبت الماضي على هامش تحرك قوى التخلف للاحتجاج على مواقف الحكومة من اقامة مهرجانات وحفلات البهجة والفرح في البلاد، قام النائب وليد الطبطبائي، ونواب اخرون بوصف الشعب اللبناني الصديق بأنهم مارونيون هدفهم الجنس! وانهم، حسب قول النائب، يستهدفون شعوب منطقة الخليج! وقال ان تلك البرامج تعبر عن الشذوذِ ولم يكتف بذلك، بل قال ان ما يحدث هو تجرؤ على هذا الدين الاسلامي، وانه لن يقبل بهذا الامر حتى لو قبل به اكبر رأس أو لم يقبل!
للنائب قول ما يشاء في حق شعبه ووصفه بما يشتهي من اوصاف، ومن لا يعجبه فأمامه القضاء، ولكن ليس من حق هذا النائب أو غيره، بسبب برنامج تلفزيوني لم يعجبه، او اغنية لم تنل رضاه، ان يقوم بوصف شعب كامل نكن له كل محبة واحترام بأنه مارونيِِ ويجري وراء الجنس! والقول تصريحا وتلميحا بوجود خطة تستهدف تخريب شعوب دول الخليج، وكأننا شعوب خليجية ملائكية تنتظر التخريب من اي جهة كانتِ فإذا كان بامكان برنامج سطحي مثل برنامج 'ستار اكاديمي' تخريبنا بتلك السهولة التي يفترضها النائب الطبطبائي، فهذا يعني ان لا خير فينا اصلا ولا حاجة لقيام النائب بأي جهد لانقاذنا، فقد تأخر الوقت كثيراِ والقول ان بامكان هذه البرامج تخريبنا وجعلنا نجري وراء الجنس يعني كذلك ان جهوده وجهود عشرات الجماعات الدينية معه طوال نصف القرن الماضي لجعل هذه الشعوب تسير على هواها وفكرها الديني المنغلق قد فشلت تماما.
ان التعميم، ومن اي طرف كان، امر سيىء ولو تعلق بأكثر الامور سطحية، فكيف الحال والامر يتعلق بتعميم وصف شاذ وقبيح في حق شعب كامل لا ذنب له غير قيام نفر منه بانتاج برنامج لم يحظ برضا هذا النائب؟ وكيف يمكن وصف شعب كامل بأن هدفه الجنس! ولو آمنا بصحة ذلك، وهو ليس بصحيح على اي حال، فمن حقنا التساؤل عما كان يفعله نائب ملتح متطرف في آرائه الدينية، من الناحية الظاهرية، وهو شبه عار، على شواطئ دولة يصفها جهارا نهارا بأنها كافرة وشعبها مجموعة من الكفار اللاهثين وراء الجنس.
من المؤسف حقا، بعد ان تعلم الكثيرون منا في المدارس والجامعات اللبنانية وتطبب اكثر من ذلك في مستشفياتها وقام خيرة اطبائها بعلاج مرضانا، واخرجت مطابعها امهات الكتب العلمية والثقافية لنا لنقرأها يوم كان 'الغمص' يملأ عيون الكثيرين منا، وربطت وشائج المصاهرة عشرات الاف العائلات اللبنانية بعائلات كويتية، ان يأتي بعد كل ذلك من هو في مستوى السيد 'نائب الجت' (اختصار للجت سكي) ليطلق ذلك التعميم المقذع والوصف المخجل في حق شعب صديق وعزيز.
نتمنى على السفير اللبناني الجديد السيد جودت الحجار عدم السكوت عن تلك الاهانة التي وجهت لجميع اللبنانيين والى محبيهم من الكويتيين وغيرهمِ اما من جهتنا، وقد اصابتنا 'طرطوشة' من اهانات 'نائب الجت'، فاننا لن نسكت ايضا وسيكون لنا كلام وموقف اخر.