تعلم وأنت مبتهج
نظمت جمعية الصحافيين اخيرا ندوة مغلقة لبعض اعضائها للقاء وفد فرنسي رفيع المستوى، فكريا على الاقل، ضم مجموعة من السيدات والسادة المتبحرين في السياسة والقلم والاعلام والتحليل الاستراتيجي.
وعلى الرغم من كبر عدد الجانب الكويتي في تلك الندوة، فقد شاركوا جميعهم تقريبا في النقاش والتعليقِ ولولا عائق التواصل اللغوي، الذي تم التغلب عليه بواسطة مترجم ضعيف، لكان الاجتماع والمشاركة اكثر فائدة للطرفينِ وقد استمتعت شخصيا بردود الجانب الفرنسي، ولكني اضطررت بعد فترة الى ترك اللقاء بعد الكلمة التي ادلت بها زميلة كويتية، وقالت فيها ان جامعة الكويت، او بالاحرى الكلية التي تعلم فيها، قد افتتحت اخيرا قسما لتعليم اللغة الفرنسية، وان على الفرنسيين الاقتداء بما فعلته والمبادرة بفتح المجال لتعليم اللغة العربية في الجامعات الفرنسية!
ولم تكتف السيدة الكاتبة بذلك، بل استطردت بالقول ان على تلك الجامعات الفرنسية فتح المجال لتدريس الدين الاسلامي لمعرفة حقيقته بصورة ادق! ولم تعلم زميلتنا بأن انشغال فرنسا بمسائل اللغة العربية وقضايا الدين الاسلامي يعود الى سنوات تزيد على عمر هذا الوطن بقرونِ كما ان فضل المستشرقين الغربيين في فهم فقه الدين امر لا يمكن نكرانهِ كما تضم مكتبات الجامعات الفرنسية مخطوطات وكتبا عن التاريخ الاسلامي تفتقدها اعرق (اذا صحت التسمية) مكتبات العالم الاسلاميِ ولولا جهود العديد من المستشرقين الغربيين، ومنهم عدد كبير من فرنسا، لما علمنا بوجود الكثير من تلك الكتب والمخطوطات الاسلامية!
اننا مطالبون جميعا، والكلام لكاتب المقال، واصناف المثقفين منا بالذات، بمعرفة حجم وحقيقة قدراتنا العلمية وشيئا من تاريخنا الثقافي، قبل ان نطالب الآخرين بمعرفتنا ودراسة تاريخنا وديننا.
للعلم فقط، تعمل الزميلة مدرسة في جامعة الكويت كما انها مقدمة برنامج تلفزيوني، وربما آخر اذاعي، وهذا ليس بغريب في بلد العجائب!
ملاحظة (1):
بعد فشل الاجتماع النيابي الجماهيري الذي دعت الى عقده جهات متطرفة دينيا في اروقة مجلس الامة، وفشل مسيرة 'النباطة' التي دعت اليها الاحزاب الدينية المسيسة تضامنا مع شعب الفلوجة، وفشل محاولات المتعصبين الدينيين في منع اقامة حفلات 'ستار اكاديمي' في الكويت، والنجاح في افشال كافة محاولات الجهات الموالية لتنظيمات خارجية من طرح موضوع اغلاق كلية الشريعة للنقاش العام، بعد ان كان الحديث عن هذا الامر من المحرمات، نجحت القوى الوطنية المستقلة اخيرا في اكتساح انتخابات جمعية كيفان التعاونية، وابعاد المحسوبين على التيار الديني عن مجلس الجمعية للمرة الاولى منذ ما قبل الغزو الصدامي الحقير، علما بأن هذا هو النصر الثاني في سلسلة طويلة من الانتصارات المتوقعة، بعد النجاح الذي حققه طلاب وطالبات اميركا في انتزاع اتحاد الطلبة من براثن التخلف التي جثمت عليه لسنوات طويلةِ والى مزيد من الانتصارات على قوى التجهيل والتعقيد والحجر على الحريات المدنية والسياسية.
ملاحظة (2):
تطرق الزميلان بوزيد ومحمد مساعد الى موضوع الاشجار الكهربائية الصناعية التي 'زرعت' بشكل مقزز وعشوائي في مختلف الاماكنِ وعلى الرغم من ان الزميل محمد مساعد ذكر الحرف الاول من اسم مورد تلك الاشجار لهيئة الزراعة، فإن الذنب ليس ذنبه، ولا علاقة له بالامر، فإدارات المشتريات والتوريدات في مختلف الجهات الحكومية تقوم باستعراض العديد من المنتجات السخيفة والاقتراحات الاكثر سخافة يوميا، وعليه، فالذنب ليس ذنب المورد الذي قام بتوريدها وقبض ثمنها، بل الحق على ذوق مسؤولي الهيئة التي اقتنعت بجمال فكرة 'زرع' تلك الاشجار الصناعية المقرفة، او بجمال فكرة افادة من قام بتوريدها، وعليه، نتمنى على رئيس الهيئة ازالة تلك الاشجار الصناعية فورا!