المربية .. والصحة

1 ـ بمناسبة الضجة المثارة منذ فترة في المدارس الحكومية حول ما يتعلق بمقرر اللغة الانكليزية الذي واجه، ولايزال، الكثير من المعارضة، سواء من مدرسات اللغة والمشرفين عليها أو من أولياء الأمور، فاننا نورد القصة التربوية التالية:
واجهت إحدى المدارس المتوسطة مشكلة تتعلق بقيام بعض الفتيات بوضع أحمر الشفاه على شفاههن وطبعه بصورة متكررة على مرآة أحد حمامات المدرسةِ وكانت المسؤولة عن التنظيف تعاني الكثير في إزالة تلك البقع بسبب طبيعة تركيب تلك المادة اللاصقة.
رفع الأمر الى ناظرة المدرسة التي فكرت في طريقة يمكن بها وقف هذه التصرفات الطفولية من دون اللجوء الى عمليات الزجر والتهديد المعتادةِ وعليه قامت بجمع طالبات تلك المرحلة في حمام المدرسة وأحضرت عاملة التنظيف وقالت للطالبات إنها تعاني الكثير في إزالة آثار أحمر الشفاه من على المرآة مساء كل يوم، وهذا يؤخر عودتها الى عائلتها، وإنهن لا يعرفن حقا الجهد المبذول في عملية التنظيف، ومن أجل ذلك ستقوم العاملة باجراء تجربة حية أمامهن.
أخذت العاملة عصا التنظيف الطويلة التي توجد في نهايتها قطعة المطاط المخصصة لتنظيف الأسطح الزجاجية، وغطستها في مياه أحد مراحيض الحمام وبدأت بتنظيف المرآة بها!
ومنذ تلك اللحظة توقفت نهائيا عملية طبع أحمر الشفاه على المرآةِ وهذا هو الفرق بين التعليم والتربية!
وربما لهذا السبب تم تغيير اسم الوزارة قبل سنوات من 'التربية والتعليم' إلى التربية فقط! وقد تسبب ذلك في نسياننا وظيفة التعليم من جهة وفشلنا في العملية التربوية، والشواهد أكثر من أن تحصى.
***
2 ـ احتاج المواطن (غِ غِ) الى فحص سريع بجهاز الكشف الطبي mri الذي يقوم بتصوير دقائق الجسم، أو جزء منه، وتساعد نتائجه في تحديد موضع الألم أو الخلل في الجسم، فقيل له إن عليه الانتظار لفترة شهر! على الرغم من عدم ميله للجوء الى الواسطة، وهو الشخص المعروف وصاحب المكانة، فإن خطورة وضعه الصحي حتمت عليه الاستعانة بها، فخفضت فترة الانتظار الى عشرة ايام، بسبب عدم توافر أجهزة كافية في الدولة!
الكويت لا تملك غير جهازين صالحين وآخر معطل منذ أشهر ورابع في المستشفى العسكري، مخصص للقوى المسلحة، بعد انتظار يقصر أو يطول، ولذوي الحظوة من المدنيين في الوقت الذي تبلغ فيه موازنة وزارة الصحة السنوية أكثر من مليار دولار، نقول انه على الرغم من علم الجميع بهذا النقص فإن وزير الصحة ووكيلها لم يقوما بفعل شيء بهذا الخصوص، ولا يعرف أحد لماذا لم يقم أي منهما باصدار أمر تشغيل هذه الاجهزة في الفترة المسائية للتقليل من فترة الانتظار إلى اقل درجة ممكنة!!
نذكر ذلك واعمال الديكور غير الضرورية جارية على قدم وساق في مستشفى العدان، وبتكاليف تتجاوز مئات آلاف الدنانير.
ملاحظة: قام السيد (غِغِ)، بعد أن يئس من الحصول على موعد قريب للفحص في وطنه الكويت بالاتصال بمستشفى معروف في 'مدينة' دبي، وطلب موعدا سريعا للكشف بجهاز ال 'إم آر آي' فقيل له إنهم على استعداد للقيام بذلك لحظة وصوله من المطار (!!!).
وهذا هو الفرق بين الادارة، التي تلبي متطلبات شعبها الضرورية، وتلك التي تكتفي بقص الاشرطة وافتتاح الانشطة.

الارشيف

Back to Top