تهنئة غير المسلمين بأعيادهم
قمنا ومجموعة من الأخوات والاخوة بنشر اعلان على كامل الصفحة الاخيرة من 'القبس' تضمن مباركة الطوائف المسيحية بعيد الميلاد من جهة والمواطنين والمقيمين بعيد رأس السنة من جهة اخرىِ وجاء نشر تلك الرسالة بدافع تهنئة مجموعة كبيرة من المواطنين الكويتيين المسيحيين وغيرهم من المقيمين، ولاظهار تسامحنا ككويتيين مسلمين تجاه بقية الشعوب والديانات.
وكنت أتمنى في مناسبة 'عيد الميلاد' لو قامت القناة الفضائية الكويتية ـ وخاصة في هذه الايام التي أصبح الكل يتكلم فيها عن التسامح، وضرورة انفتاح الكويت على الشعوب والثقافات الأخرى ومراجعة المناهج الدراسية ـ باستضافة رجل دين كويتي مسلم لالقاء كلمة موجزة عن المحبة وقراءة بعض من آيات القرآن المتعلقة بهذا الحدث، وقيام رجل الدين المسلم بدعوة رجل دين مسيحي، كالقس الكويتي عمانويل غريب مثلا، للتحدث بهذه المناسبةِ كما كنا نتمنى قيام التلفزيون باظهار صورة اعلان 'القبس' في المقابلة، أو أثناء القاء الكلمات، لكي نبين للعالم مقدار رقي الشعب الكويتي، وتسامحه الذي اشتهر طوال تاريخه بانفتاحه على مختلف الثقافات والديانات واحترامه الشديد للغير، وهي أمور نجح التطرف في ابعادنا عنها!
إن غياب هذه المبادرات، فردية شعبية، او جماعية حكومية، سواء بقصد او بغير ذلك يعني أحد أمرين، أو كلاهما:
إما اننا لسنا في وارد التفكير في اقامة جسور المحبة والتسامح والتفاهم مع الشعوب الأخرى، أو إننا، وباستعلاء يتسم بدرجة عالية من الغرور، لانزال نعتقد أننا أحسن من الآخرين، وبالتالي ليس مطلوبا منا الاهتمام بمشاعر وعواطف المناسبات الاجتماعية والدينية لأناس أقل منا درجة ومكانة ومرتبة ومقاماِ ولوحظ في هذا المقام أن كل الآراء الصحفية المتسامحة و'غير المتوقعة' التي أبداها البعض في ما يتعلق بموضوع تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، ويقصد هنا المسيحيون بالذات، انها كتبت او ذكرت عن استحياء واضح، وبعد سنوات من التعنت والرفض التامين لمبدأ التهنئةِ كما انها اتسمت بقدر واضح من التعالي حيث انطلقت من مقولة إننا يجب ان نقوم بتهنئتهم لأننا الأوفر حظا والأكمل خلقا، وليس لأن الذوق العام والأمن الاجتماعي يتطلبان ذلك، ولا نود هنا أن نذكر اسبابا أخرى أكثر قربا للحقيقة والواقع!