ما هي نسبة السذج بيننا؟ (4/2)
كسرت كرة 'الغولف' زجاج نافذة منزل قديم يقع على طرف الملعب، فقرر الرجل وصديقته اللذان تسببا في ذلك الاعتذار لأصحاب البيت، وما إن طرقا الباب حتى فتحه لهما رجل ضخم الجثة عار تماما يشبه مارد الروايات القديمة ينظر إليهما فاغرا فاه داعيا إياهما للدخول، وما إن فعلا ذلك حتى تبين لهما أنهما تسببا كذلك في كسر مصباح زيت قديم كان موضوعا خلف النافذةِ قال الرجل للمارد بارتباك واضح: اننا على استعداد لدفع ثمن خطئنا، فقاطعه 'المارد' بالقول انه ممتن لهما وسيكافئهما لأنهما كسرا القمقم الذي كان محبوسا فيه لسنوات طويلة، مضيفا ان لديه ثلاث أمنيات يود تحقيقها، واحدة لكل منهمِِ فسارعت المرأة بالقول إنها تريد قصرا يكون الأكبر في العالم، وقال الرجل إنه يرغب في الحصول على مليار دولار، ونظرا اليه ليعرفا أمنيته، فقال لهما إن أمنيته هي ان يقضي سويعات مع المرأة بعد ان طال حرمانه داخل ذلك القمقم اللعينِ قبل الرجل ورفيقته الشرط بتردد ِِ وبعد عودتهما سأل المارد المرأة عن عمرها وعمر رفيقها فقالت انهما في الخامسة والثلاثين، فقال لها وابتسامة ماكرة ترتسم على شفتيه: وهل لا تزالان تصدقان أن هناك قماقم ومردة!
نورد هذه القصة بمناسبة 'علامات الاستغراب' التي أبداها البعض بسبب 'تقاعس' المؤسسات والمصارف التي تعمل بموجب الشريعة الاسلامية في الرد على تصريح الأمير السعودي الوليد بن طلال لجريدة 'الرأي العام' الكويتية قبل فترة، والذي ذكر فيه أن ليس هناك فرق بين البنوك العادية والاسلامية في ما يتعلق بالفوائد، فجميعها تعمل بالمبدأ نفسه! فمن الغريب ان يوجد بيننا من يتسم بالمعرفة والثقافة والتقدم في العمر ولا يزال يعتقد في الوقت نفسه على أن هناك فرقا، ولو واهنا، بين المصارف التجارية وتلك 'الإسلامية!.
بإمكاننا وبعد ما يقارب الاربعين عاما من الخبرة المصرفية والمالية، التأكيد على أن ليس هناك فرق حقيقي بين هذه المؤسسات، غير أن التجارية العادية منها أكثر وضوحا ومصداقية في التعامل مع عملائنا وتتميز خدماتها بكلفتها المنخفضة مقارنة بالمصارف الاسلامية والشواهد على ذلك أكثر من أن تحصى.
وللموضوع بقية.