أول رسالة للنائب الأول (2/3)
سردنا في مقال يوم أمس، وبشكل عام، مهام رجال الدورية وما هو مطلوب او متوقع منهم أداؤه، لكن الواقع يختلف عما سبق أن ذكرنا، حيث ان الدوريات مشغولة ايضا بأمور اخرى تعرقل عملها بصورة واضحة وتحد من قدرتها على الحركة، وكمثال على ذلك:
1 ـ الدوريات الثابتة، وهي التي تقف في أماكنها لفترة تقارب الساعات الخمس، ومحركات سياراتها تعمل دون انقطاع مع تشغيل التكييفِ وعادة ما تشاهد أفرادها وهم إما شاردو النظر أو نيام داخل مركباتهم، كما يمنع عليهم التحرك من أماكنهم لأي سبب بدون أمر واضحِِ ومن مصدر محدد، وهم بالتالي لا يمتلكون حق التصرف حتى لو وقع حادث على بعد أمتار منهم!
2 ـ دوريات المخالفات: هناك ايضا نسبة كبيرة من الدوريات المخصصة لضبط البسيط من المخالفات المرورية، والتي يبلغ متوسطها اليومي 4000 مخالفةِ ومن المؤسف ان ينفق كل ذلك المال وتهدر كل تلك السنوات على تدريب أفراد وضباط لينتهي الأمر بنسبة كبيرة منهم، ليصبحوا 'مفرخي مخالفات'ِ علما بأن أمر تحرير المخالفات سهل، ويمكن ان تكلف شركة بأدائه بكفاءة أعلى وبتكلفة أقلِ علما بأن المخالفة تحرر من قبل الادارة العامة للدوريات، وتتولى ادارات منفصلة اخرى مهمة متابعتها وتحصيلها.
3 ـ دوريات المواكب ومرافقة الشخصيات، وهذه مهمة خاصة يجب ان تتولاها جهات أمنية خاصة مدربة للتعامل مع الحالات الطارئة، وليس دوريات المرور العادية.
في الوقت الذي يهتم فيه مسؤولو وزارة الداخلية بالتخصص، والذي نراه في فصل مخرجات كليات الشرطة لرجال المباحث عن قوة خفر السواحل او حماية الطائرات، فاننا لا نجد الأمر ذاته في دوريات المرور، حيث يطلب من قائد الدورية ان يكون ملما بكل شيء من اسعاف واطلاق نار ومطاردة وغير ذلك من المهام، وأن يكون في الوقت نفسه مهذبا وإنسانيا في تعامله مع الآخرين، وهذا ما لم يتم تدريبه عليه اصلا.
كما نجد ان مدير المرور كان يفتخر في السابق بانجازات ادارته فيما يتعلق بتناقص وفيات حوادث الطرق، ولكنه توقف أخيرا عن عقد المؤتمرات الصحفية بعد ان ضاعت 'الطاسة' بينه وبين مدير ادارة الدوريات، فمن المسؤول فيهما عن انجازات المرور او اخفاقاته؟!.
***
ملاحظة:
يقال إن وزارة الداخلية تقوم، ومنذ اكثر من 80 شهرا، بخصم مبلغ 10 دنانير من راتب كل ضابط شرطة من أجل بناء ناد للضباط، ولكن لم ير هذا النادي النور حتى الآن!
ويقال ايضا إن الشركة التي تقوم بتوريد ملابس الشرطة الرياضية لم تتغير منذ مدة طويلة!.
ِِوللمقال بقية.