الارادة
مشعل واحد من عدة آلاف من المصابين ب'الداون' او المنغوليةِ وعلى الرغم مما يتسبب فيه هذا المرض من اعاقة ذهنية، الا ان ذلك لم يستطع قهر ارادة مشعل ومنعه من المشاركة في بطولة عالمية لفئة 'الداون'، حيث حصل مؤخرا، وكأول رياضي كويتي من فئته، على الميدالية البرونزية في السباحة في اولمبياد ايرلندا لعام 2003.
وسبق لمشعل ان حصل على ميداليتين ذهبيتين في السباحة في الاولمبياد الخاص بالشرق الاوسط وشمال افريقيا الذي اقيم في لبنان عام 2002، كما حصل فريق الكويت للاعاقة الذهنية بفضله وبفضل بقية اعضائه على المركز الاول في اكثر من لعبة ورفعوا علم الكويت واسمها عاليا.
لقد خدم مشعل وطنه بصورة لم ولن يستطيع مئات الالاف من المدعين بأنهم من 'الاصحاء' تحقيقه.
لم يكن بمقدور مشعل تحقيق كل هذه الانتصارات بمفرده، وكان لوقوف والده جاسم الرشيد البدر وراءه ودعمه بكل ما يستطيع من جهد ومال الفضل الاكبر في تمكنه، ليس فقط من الحصول على كل تلك الجوائز العالمية وتحقيق ذاته، بل والنجاح في ان يجعل لحياته معنى وأهمية.
وبهذه المناسبة يقيم مشعل ووالده حفلا في السابعة من مساء اليوم الاحد 12/10 في جمعية الخريجين تكريما للمؤسسات الاهلية والحكومية التي كان لها دور في تهيئة الظروف لادماج هذه الفئة بالمجتمع وتحقيق كل تلك الانجازات.
وستستغل تلك المناسبة للحديث عن المشاكل التي تواجه فئات الاعاقة الذهنية في الكويت، وطرق مساعدتها في مواجهة مصاعب الحياةِ وسيكون للحفل دور في ازالة الكثير من الاعتبارات الاجتماعية الخاطئة تجاه هذه الفئة.
اننا ندعو الجميع للمشاركة في هذا الحفل الخير الذي ستغيب عنه حتما الكثير من الوجوه التي طالما ادعت فعل الخير وهي ابعد ما تكون عنه.
* * *
ملاحظة:
نهنئ العم محمد عبدالرحمن البحر على منحه وسام الامبراطورية البريطانية obe من قبل الملكة اليزابثِ كما نهنئ السيد يوسف الشايع على منحه وسام الاستحقاق الفرنسيِ ونهنئ اخيرا الزميل العزيز عبداللطيف الدعيج على حصوله على جائزة المنتدي الاعلامي في دبي كأفضل كاتب عمود عربي.
هذه هي الكويت التي كانت، والتي عادت والتي نريدها ان تبقى، وليس كويت التشدد والتخلف والتعصب والكراهية والقتل، وتكفير الاخر وشتم شعوب الارض اجمع، وكأن ليس هناك من هو احسن منا، وغالبيتنا الى التفاهة اقرب منا لاي شيء آخر!