نفران مقابل 6 مليارات
تدعو الحركات السلفية في العالم، من بين ما تدعو، الى نبذ الديموقراطية، وتبني الشورىِ وتقول في ذلك ان الشورى من سنن السلف الصالح، اما الديموقراطية فهي نظام غربي كافر يقوم على الرضا بما تختاره الاغلبية من خلال صناديق الاقتراع، وتصبح الديموقراطية بالتالي بدعة ومضللة ومدعاة لتفرقة المجتمع وتقسيم فئاته.
اما الشورى فإن فكرتها تتلخص، دون الدخول في متاهات ان كانت ملزمة ام معلمة، في قيام كبير القوم او قائدهم باختيار عدد من افراد المجتمع لمعاونته في الادارة.
وعلى الرغم من كل الغموض الذي يحيط بمسألة الشورى، وهو الغموض الذي منع تطبيقها في اي دولة على وجه الكرة الارضية، وعلى الرغم من اعتقادنا الجازم بان ليس هناك من بإمكانه ازالة ذلك الغموض بشكل، ولو مقبولا، إلا اننا كنا، وحتى يوم امس، على اتم الاستعداد لمناقشة 'فلسفة الشورى' مع اي من اعضاء الحركة السلفية في الكويت!
خبر صحفي صغير جعلنا نغير فكرنا، وهو الخبر الذي تعلق بقيام مجلس شورى الحركة السلفية في الكويت باختيار السيد حاكم المطيري امينا عاما للحركة، بعد ان اعتذر السيد جاسم الفهيد عن قبول المنصب! لا اعرف حقيقة دواعي قيام مجلس شورى الحركة بنشر خبر اعتذار السيد فهيد عن قبول المنصب وقبول المطيري له اذا كان يؤمن ويطبق طريقة اختيار القيادات في ظل نظام الشورى! فمن المنطقي الاعتقاد بأن للحركة رئيسا، او اميرا، كما اصبح يسمى هؤلاءِِ وهذا يعني ان مجلس شورى الحركة يؤتمر بأمرهِ وبالتالي كان على هذا الرئيس او الامير اختيار من يود اختياره امينا عاما للحركة بإشارة من طرف اصبعه او بإيماءة خفيفة من رأسه، لينتهي الامرِ ولكن يبدو ان مجلس شورى الحركة فضل اللجوء الى الاسلوب الغربي في اختيار الامين العام، وذلك عندما دخل مجلس الحركة في قضايا الترشيح والانتخاب والانسحاب والتزكية، التي ربما لم يجد اسلوبا اكثر رقيا وقابلية للتطبيق منها.
نبين ذلك ونلفت نظر الجماعة السلفية في الوقت نفسه الى ان اصرارهم على استعمال تسمية 'الامين العام'، هو في حد ذاته امر مثير للاستغراب، فالتسمية غربية خالصة، فكيف قبلت الحركة بها، ولماذا عجزت عن ان تجد في كل تراثها القديم والجديد تسمية اكثر ملاءمة من اصطلاح غربي 'ممقوت ودخيل على عاداتنا وتقاليدنا'؟!.
ملاحظة: اصبح المسلم، والمسلم العربي بالذات، مصدر شك وارهاق ومسؤولية امنية لكل اجهزة مخابرات دول العالمِ وهذا ليس بالامر الغريب خاصة اذا علمنا ان هناك محاكمة او استجوابا او تحقيقا استخباراتيا او مطاردة لمتشددين اسلاميين تجري في الوقت نفسه في الولايات المتحدة، المغرب، الجزائر، تونس، مصر، الكويت، السعودية، افغانستان، بلجيكا، المانيا، ماليزيا، الفلبين، كمبوديا، تايلند، اندونيسيا، باكستان، الهند، بريطانيا، اليمن، روسيا، الشيشان، الارجنتين، ايران، العراق وايطالياِِ! ويبدو ان هناك دولا اخرى مرشحة للدخول في هذا النادي العجيب!
وعلى الرغم من كل هذا الدمار لايزال بيننا من يمجد ويعظم شخصيات مثل بن لادن وغيره من الأفاقين.