من هنا يبدأ التجنيد
قامت الامانة العامة للاوقاف بنشر اعلان بحجم نصف صفحة في صحيفة يومية واحدة فقط، اعلنت فيه عن قيامها بتسجيل اسماء الطلاب والطالبات الراغبين في الحصول على المساعدة المالية لمواجهة الاعباء الدراسيةِ كما اعلنت ان هذه المساعدات ستكون مفتوحة لكل المواطنين والمقيمين مع استثناء فئات محددة كالمقيمين بصورة غير قانونية من العسكريين وغيرهمِ وعلى الرغم من نبل المحاولة وما تضمنته من رسالة جديرة بالاحترام الا ان مسؤولي الامانة لم يستطيعوا الفكاك من اسر انتماءاتهم السياسية، حيث طلبوا من اولياء الامور المبادرة والتسجيل في المراكز والعناوين التالية:
1- بيت الزكاة، ولكن من غير ذكر عنوانه او رقم هاتفه.
2- الهيئة الخيرية الاسلامية، من خلال ثلاث محافظات وست لجان، مع ذكر عنوان ورقم هاتف كل لجنة بصورة مفصلة!!
3- جمعية الاصلاح الاجتماعي، من خلال ثلاث محافظات، وسبع لجان (غير معروف مدى قانونية اي منها) وبعناوين وارقام هواتف كاملة ومفصلة!!
4- لجنة التعريف بالاسلامِ من خلال محافظتين وفرعين وبعنوان واضح ورقم هاتف لكل فرع!!
5- جمعية احياء التراث، من غير عنوان او رقم هاتف.
6- جمعية الرعاية الاسلامية، من غير عنوان او رقم هاتف.
7- الجمعية الثقافية النسائية، من غير عنوان او رقم هاتف.
وهذا يعني ان غالبية اصحاب الحاجة ستقوم بمراجعة المراكز المعروفة عناوينها، وتجاهل الاخرىِ وتعني طريقة الاعلان ايضا ان جهة واحدة، هي التي تنتمي اليها ادارة الامانة العامة للوقف سياسيا، وهي التي ستقوم بالبت في اغلبية الطلبات هذا من جهة، وهذا سيعطيها الفرصة لإعطاء المحسوبين عليها فرصة اكبر من غيرهم من جهة اخرى، كما انها ستتمكن من خلال عملية التسجيل والترشيح من اسداء الفضل للبعض الآخر، وهذا سيجعلهم مدينين لها بطريقة او بأخرى، ومن هنا يبدأ التجنيد.
وكان امرا غريبا ومخجلا ايضا قيام جهة رسمية، مثل الامانة العامة للوقف، بنشر اعلان تقول فيه انها ستستثني ابناء العسكريين المقيمين بصورة غير قانونية من مساعداتها الاجتماعية!! فهذا يعني اننا نعترف، ومن خلال اعلان رسمي، بأن وطننا يدافع عنه افراد مقيمون في البلاد بصورة قانونية!! ونزيد الطين بلة بالقول اننا سنحرم ابناء هؤلاء العسكر من اي مساعدة تعليمية!!
ربما يكون هناك تفسير لمثل هذا الاعلان، ولكن يبدو ان الاساءة والضرر قد وقعا لا محالة.
***
ملاحظة:
بعد نشر الاعلان الاول بأيام قامت الامانة العامة، وبعد ان انهالت عليها الشكاوى، بنشر اعلان آخر اعادت فيه سرد مراكز التسجيل حيث اضافت لها جمعية بيادر السلام النسائية، وهي تابعة للإخوان المسلمين، وجمعية المعلمين، وهي ايضا تابعة للإخوان، ولكنها الغت اسم الجمعية الثقافية النسائية من قائمة مراكز التسجيل، ربما لأنها جمعية اهلية قانونية!!