ردا على الدكتورة الحبيبة وعلى 'الأسنان'
في الوقت الذي سررنا فيه لرد جمعية اطباء الاسنان على مقالنا المتعلق بمنح الدكتور محمد الجارالله 18 درعا تكريمية في حفل واحد، حيث اتاح لنا فرصة التطرق لأمور لم نكن نود ذكرهاِ الا اننا في الوقت نفسه اسفنا لقراءة رد دكتورتنا الحبيبة فريدة حبيب، حيث ظلمتنا وظلمت نفسها!
ولنبدأ بالرد عليها، فهي الاقرب للقلب مرتين: مهنيا ونفسيا!
***
من المهم ان نبين اولا اننا قمنا، وقبل كتابة مقال يوم امس الاول، بالاتصال بالدكتورة فريدة حبيب، وهي الوحيدة التي تم الاتصال بها من بين آلاف اطباء الكويت الآخرين، لاستشارتها في موضوع قيام الاطباء، ولأي بلد انتموا، بزيارة الدول الاخرى واجراء مختلف العمليات الجراحية فيها، فشرحت لنا قانونية الوضع وطبيعته، وما ذكرناه في مقالنا لم يكن عكس ما اخبرتنا به، وان كنا قد ركزنا على موضوع قيام جهة ما بإجراء عملية جراحية في بلد آخر تحت اضواء عدسات المصورين، وفي فترة سياسية حساسة تتعلق بتشكيل وزارة جديدة هنا ونفوس مشحونة هناك تنتظر اصطياد هفوة من مسؤول كويتي او خطأ في تصريح رسميِ وحيث اننا اعترفنا، في مقالنا، بجهلنا بالامور الطبية، فإن اتهام دِ فريدة لنا ب'نقص المعرفة' يمكن التغاضي، عنه بالرغم من كل ما اكتنفه من تجريح في حقنا.
اما ما ذكرته عن عدم حقنا في التطرق لمبهمات البروتوكولات الطبية فكلام مردود عليه، فمن وضعوا تلك البروتوكولات لم يكونوا جميعا، وفي كل الاحوال، من الاطباء، بل كانوا سياسيين واداريين محترفينِ فقرار اعلان الحرب مثلا، وما ينتج عنه عادة من فقد الآلاف لارواحهم هو قرار سياسي في المقام الاول، ودور الجنرالات فيه لا يتعدى الاستشارة وتنفيذ الاوامر في نهاية الامرِ وعليه فإننا نشعر بان من حقنا التطرق للبروتوكولات الطبية متى ما قام احد بتجييرها لصالحه! وقد ذكرت يا سيدتي انه سبق لك ان قمت في عامي 94 و96 بإنجازين طبيين باهرين، ولكننا لم نسمع بهما لأنك طبيبة اولا واخيرا، ولم 'تطنطني'، بالتالي، في الصحافة والتلفزيون عن انجازاتك.
وختاما، واحتراما لعلاقتنا الطيبة، فإننا سنتجنب التطرق لما ذكره دِهلال الساير لنا عما ورد في ردك عنه شخصيا.
***
ونأتي الان لرد الدكتور منصور العجمي، امين عام جمعية اطباء الاسنان، حيث ذكر ان التكريم الذي تم للسيد وزير الصحة سبقه تكريم لنائب رئىس مجلس الوزراء ووزير الداخليةِ وتبعه تكريم آخر لوزير النفط والاعلام! ولا نود هنا المقارنة بين عدد الدروع التي حصل عليها كل طرف لكي لا ندخل في مشكلة بروتوكولية اخرى، ولكن من حقنا التساؤل عن مغزى التكريم الاخير الذي جندت لانجاحه كل قوى وزارة الصحة؟ وعن الاطراف الحقيقية التي وقفت وراء اقامة ذلك الحفل؟ وهل تطلب قيام وزير الصحة برعاية قوافل المساعدات الكويتية للشعب العراقي منحه 18 درعا تكريمية؟ فإذا كان التصوير بجانب الشاحنات يستحق كل هذا العدد من الدروع فما هو اذا عدد الدروع التي يستحقها من قام بقيادة عملية تحرير العراق؟
اما القول بانه قام بالاشراف ومتابعة جهود العاملين في وزارة الصحة خلال فترة التحضير والاستعداد والتنفيذ لخطط الخدمات الصحية والانسانية فإننا لا ننكر عليه ذلك، ولكننا في الوقت نفسه لا ننسى ان جميع من وضعوا في واجهة المساعدات وامام كاميرات التصوير وسمح لهم بمرافقة قوافل المساعدات كانوا من المنتمين لخط سياسي ديني محدد ومعروف، واستغلت عملية منح المساعدات للدعاية لشخصهم.
اما فيما يتعلق بما ذكرته جمعية اطباء الاسنان من ان عملية التكريم، بشكل عام، مظهر حضاري، فإننا لا نختلف معها في ذلك، ولكن ان يبلغ 'العجاف' تقديم ثماني عشرة درعا، وفي حفل واحد، واصرار عجيب على طباعة صورة الوزير على بطاقات الدعوة، وهو الامر الذي لم يحدث في تاريخ دعوات التكريم، فإن هذا هو الذي يدعو حقا الى التساؤل (!!).