عراقيات 3/4

تألمت كثيرا لمقتل السيد عبدالمجيد الخوئي في مدينة النجف، فقد مثل ذلك الرجل فكرا دينيا منفتحا ومتسامحا، وكان من الممكن ان يلعب دورا مميزا في عراق ما بعد صدام.
وبالرغم من عدم توقعي مقتله او مقتل غيره من الزعماء الدينيين، الا ان النبأ لم يكن مستبعدا على إطلاقه، فالجو العام السائد، وما ستلعبه الحوزات الدينية من دور مهم وخطير في عراق المستقبل أمر لا يمكن تجاهل أهميته وخطورته.
وبالرغم من تضارب الانباء فيما يتعلق بتفاصيل عملية اغتيال السيد الخوئي ورفاقه، وما ذكر عن تورط جهات خارجية او مرتبطة بالنظام البعثي السابق بعملية الاغتيال، الا ان من المرجح، برأيي المتواضع، ان الأمر يتعلق بصراع نفوذ دموي حاد!.
فالنجف، حيث مرقد الامام علي، هو مركز الحوزات، او المدارس الدينية في العراقِ ومنها تنطلق الفتاوى من كبار رجال الدين، واليها تذهب أموال الخمس والخيرات، كما يسيطر من يمسك بزمام الحوزة على ثروات هائلة ممثلة في الهدايا التي تقدم لمقامات الأئمة سواء في صورة ألماس وذهب وفضة او سجاد وتحف واشياء قيمة اخرى.
ولكن أهمية النجف كمركز ديني ستتضاعف كثيرا متى ما أجريت أي انتخابات مستقبلا في العراقِ فالذي يسيطر اداريا او دينيا على العتبات المقدسة سيكون له نفوذ لا يمكن إنكاره في العراق كلهِ فالأغلبية العظمى من الشعب العراقي مؤمنة، بطريقة أو بأخرى، بأحقية المرجعية الدينية في تشكيل آرائها وطريقة تفكيرها وكيفية تصرفها في الكثير من أمور الحياة والمماتِ وتتفاوت قوة هذا التأثير من شخص إلى آخرِ وعليه فان من يملك زمام النجف يملك عقول وقلوب نسبة كبيرة من المواطنين العراقيين، وبامكانه بالتالي توجيه تلك القوة في الاتجاه الذي يحقق مصلحته!.
نقول ذلك ونرجو أن نكون من المخطئين.

الارشيف

Back to Top