على باب الوزير
نشكر وزير الداخلية الشاب الشيخ محمد الخالد على الخطوات الكبيرة التي قام ويقوم بها في سبيل تطوير اعمال وزارة الداخلية والتي اصبحت بسبب سنوات طويلة من الاهمال والفساد مركزا للترهل والتسيب الاداري الخطير، وخير دليل على ذلك قصة العراقي الذي انتحل شخصية ضابط في الداخلية وضحك وخدع ورشا العشرات من مدنيي وعسكريي الوزارة!!
وبالرغم من حسن النية والاخلاص الكبيرين اللذين دفعاه لمقابلة المواطنين في مكتبه بوزارة الداخلية ومحاولته حل مشاكلهم بصورة فردية، الا ان الامر يتطلب خطوات اكبر واكثر جديةِ فما قام به، ومع الفارق الكبير طبعا، يذكرني بما كان يقوم به السيد عبدالحميد حجي عبدالرحيم، الوكيل المساعد السابق للوزارة، وذلك عندما كان يقف في ساعات الصباح على تقاطع الدائري الاول المؤدي لمجمع الوزارات لمشاهدة تغير اشارة المرور 'بصورة تلقائية' من اللون الاحمر والى الاخضر او العكسِ وربما ساعد وجوده على تقيد بقية عسكريي وضباط ادارة المرور بالتواجد في الشوارع من الصباح الباكر اسوة برئيسهم، ولكن ما كان ينتظر السيد الوكيل من مهام كبيرة تتعلق بأداء ادارته كان اكبر واهم واكثر الحاحا من وقوفه على مفترق الطرق كل يوم وتضييع ساعات ثمينة من وقته في امور جانبية!!
نعود لموضوع السيد الفاضل وزير الداخلية ونقول انه بالرغم من نبل مسعاه ورغبته المخلصة للتخفيف من معاناة المواطنين وحل مشاكلهم بصورة شخصية الا ان مجرد تجمع المئات صباح كل سبت وبذل المستحيل ومواجهة الاذلال لمشاهدته هو الدليل الواضح والاكيد على ان الامور لا تسير بصورة حسنة او حتى شبه مقبولة في الكثير من مرافق وزارة الداخليةِ ولو كان الامر عكس ذلك لما تجمع كل اصحاب الحاجات بطريقة مذلة خلف قضبان حديدية والتعرض لاهانات الشرطة، اضافة الى اضطرار البعض منهم للانتظار لاكثر من سبع ساعات لكي يحظوا بمقابلة الوزير!!!
انا لست بمصلح اجتماعي، ولا اعتبر نفسي داعية لاي امر من الامور، ولا اعمل بالسياسة ولا رغبة لدي الان او مستقبلا لخوض غمارها والتلوث بغبارها، ولكني مواطن عادي، ومن هذا المنطلق اكتب وبكل اخلاص لاقول ان ما تحتاج له الوزارة هو العلاج الجماعي والذي يكون في صالح المجموع وليس في صالح فرد بذل جهدا وتنازل عن بعض من كرامته بتعريضها للاهانة بالانتظار لساعات طويلة في العراء وفي ظروف غير عادية ليقابل المسؤول الكبير لحل مشكلته التي قد تكون غير قانونية اصلا، والتي ما كان لها ان تصبح مشكلة لو كان الاهتمام بتطوير ادارات الداخلية اكثر جدية وحزما!!
اننا بهذه الطريقة نعاقب المواطن او المقيم الذي قد تكون لديه مشكلة اهم واكثر قابلية للحل ولكن لا يميل لمقابلة اي مسؤول بالطريقة التي تجري الان ليتم حلها له.
وللموضوع بقية.
اخر 'كلام الناس':
الديموقراطية ضمان اساسي لحماية المال العام.
احمد الصراف