صنع في الكويت
لو لم يوجد الحسد على الأرض وبين الناس لأوجده الكويتيون، فهو بحق صناعة كويتية خالصة وذات جودة عالية ومفعول أكيدِ ومن الصعب حصر عدد المشاريع والاقتراحات الجيدة والمفيدة التي ماتت في مهدها وخنقت في اليوم الأول لطرحها لمجرد 'الاشتباه' بأن من قدمها ربما سيكون أحد المستفيدين منها، أو لأن 'حصة' الشخص المسؤول عن الموافقة على الفكرة سوف لن تكون أكثر من حصة الآخرينِ ومن الصعب حصر عدد أولئك الذين أصروا على التسبب في الأذى لأنفسهم والآخرين لمجرد رغبته 'الحميمة' في حرمان طرف آخر من التمتع بشيء ما.
وأتذكر بهذه المناسبة قصة الاخوة الخمسة الذين ورثوا عن والدهم مصنع حديد ومبلغا من المالِ قرر الاخوة استثمار المبلغ في شراء سيارة أجرة يستفيدون من دخلها، خاصة أن منطقتهم بأمس الحاجة لتلك الخدمة.
بسبب حسدهم من بعضهم البعض، ولكي لا يقوم أي منهم بالتمتع بمهمة قيادة السيارة بينما الآخرون يشقون في العمل في المصنع الصغير فقد قرروا توظيف سائق للسيارة (!!) في نهاية اليوم الأول اكتشف الاخوة ضآلة المردود، وحسدوا السائق على راتب نهاية الشهر وشكوا في أنه لم يكن مخلصا في عمله، وعليه قرر الاخوة أن يتواجد أحدهم في السيارة ليقوم بمراقبة السائقِ بسبب حسدهم من بعضهم البعض اختلف الاخوة على من سيكون المراقب من بينهم حيث ان تلك المهمة، بالرغم من حاجتهم لها وفائدتها المؤكدة، ستعفي المراقب من العمل الشاق في المصنعِ وبعد نقاش وجدال وتصويت وقرعة كانت ترفض نتائجها في كل مرة من الجانب الخاسر قرر الاخوة 'الخمسة' أن يقوموا جميعا بمهمة مراقبة السائق والركوب معه في السيارة!!.
في نهاية الشهر اكتشف الاخوة فشل مشروع سيارة الأجرة حيث ان اجمالي الايراد كان صفراِ وعليه استقر رأيهم، بعد البحث والتمحيص والمناقشة والمداولة والاجتماعات المكثفة، ان الحل الأمثل لذلك الوضع المالي السيئ هو في تغيير لون السيارة!
أحمد الصراف