عناق شكر ام تقبيل غير لائق؟
'ِِِ يجب ان نسجل اننا في الكويت لسنا سعداء بهذه الحشود الاجنبية ولا فخورين بها، وليس حكيما ما يكتبه او يقوله البعض عندنا من عبارات الابتهاج والزهو بتجمع هذه القوات من اجل الحرب، فهؤلاء ما جاؤوا الا لمصالحهم'.
قائل هذا الكلام هو السيد وليد الطبطبائي، احد قادة حزب 'بونفرين' السلفي العلمي سابقا، وغير ذلك حاليا، والنائب في مجلس الامة الكويتي، والمدافع الصلب عن مكارم الاخلاق، علما بان مكارم الاخلاق تعني، فيما تعني، الامانة ومحاربة سرقة اموال الغير، والمحافظة على الاملاك العامة للدولة، وقول الحق.
بالعودة الى فقرة المقال الاولى، نجد انه يتهجم على من كتب مبتهجا ومزهوا بتجمع القوات الاميركية في الكويت!! وهذا كلام عار عن الصحة وغير صحيح، حيث لم يكتب احد قط أنه مزهو بوجود القوات الاميركية في الكويت، وعلى السيد الطبطبائي اثبات المكان الذي ذكر فيه هذا الكلام، وواضح انه يبحث عن الاثارة، ويهدف الى تأليب طرف على آخر.
اما ما اورده عن سبب وجود اميركا في المنطقة، وحقيقة اهدافها من وراء الاصرار على ازاحة صدام عن الحكم، فقد سمعنا مثله الكثير في مرحلة التعبئة لتحرير الكويت، التي تشبه، في كثير من الاوجه، ايامنا هذه.
كما ذكر في مقالته نفسها التي كتبها في 'الوطن' بتاريخ 14/3 ان احدى الجهات المهتمة بالصداقة الكويتية - الاميركية نشرت صورا في اماكن عامة تظهر مواطنا كويتيا يقبل رأس جندي اميركي، وان من غير اللائق نشر مثل هذه الصورة، حيث ان الكثير من الناس يرونها مهينة واستفزازية وتؤدي الى عكس النتيجة التي يريد من وزعها!!
اولا ليسمح لنا السيد النائب بان نقول له ان كلامه هو الذي يمكن وصفه بأنه 'غير لائق'، وليس ما قامت به جمعية الصداقة الكويتية - الاميركية فهذه الجمعية، التي دفع مؤسسوها آلاف الدنانير من اموالهم الخاصة لتحقيق البعض من اهدافها النبيلة، تهدف الى نشر المحبة بين الشعب الكويتي وكافة شعوب العالم، وليس فقط مع الشعب الاميركي، واصلاح ما يحاول النائب الطبطبائي وامثاله تخريبه من علاقة حب ومودة مع الآخرين!! اما ما ذكره من ان الجمعية قامت بنشر صورة مواطن كويتي يقبل رأس جندي اميركي فهو محض افتراء، فعناق المحبة والامتنان يختلف عن تقبيل الرأس، وبودنا التساؤل عما كان السيد الوليد ورفاقه على استعداد لفعله قبل التحرير مقابل قيام جيش تلك الدولة بالتضحية بأعز ما لديهم لتحرير بلادنا واعادتنا الى وطننا، وليصبح بامكانه بعدها اعطاؤنا دروسا في اللياقة والكرامة والوطنية؟؟ كما ان من المؤسف حقا ان تأتينا هذه الدروس من النائب نفسه المدافع عن 'الاخلاق' الذي وقف، وباصرار عجيب، ضد قضية استجواب الوزير شرار، وساند معارضي طرح الثقة به، وصوت ضد الغاء مشروع اللآلئ!! فهل بعد كل ذلك يحق له ان يتصدى للقضايا الاخلاقية؟!