سعر الصرف

سبق ان رحبنا بشدة بقرار الحكومة، الذي تعلق بربط الدينار الكويتي بالدولار الاميركي، وقلنا ان هذا الامر سيؤدي الى استقرار العملة المحلية من جهة، والى ترتيب امور الاستيراد من جهة اخرى، اضافة الى العديد من المزايا المالية والفنية الاخرى، ولا نزال على قناعتنا بالرغم من اختلافه مع رأي الخبير المالي الكبير السيد فخري شهاب، الذي نحترمه ونجله، ولكن عندما تبين ان الربط سوف لن يكون تاما، وان الدينار سيتحرك صعودا وهبوطا امام الدولار بنسبة 5% اي يصبح سعره في يوم ما 285 فلسا، ثم يرتفع في يوم آخر الى 315 فلسا، قمنا بانتقاد هذا القرار، وذكرنا بان الهامش المسموح التحرك في نطاقه كبير ويدعو الى الشبهة، وقمنا بايصال رأينا الى وزير المالية السابق السيد يوسف الابراهيم، الذي وعد بالنظر في الامر.
خفض البنك المركزي الهامش بعدها بايام ليصبح ثلاثة ونصف في المائة، بدلا من الخمسة في المائة، ولكن الوضع لم يتغير كثيرا، فلا يزال الفرق كبيرا ويدعو الى القلق، فما معنى ربط سعر صرف الدينار بالدولار اذا كان في امكان البنك المركزي، وبقرار منفرد منه وبدون ابداء الاسباب، رفع سعر الدولار في السوق المحلي من 289.14 فلسا ليصبح خلال فترة قصيرة 310.12 فلوس! وهل يجوز، مع وجود هذا الفارق الكبير في سعر صرف الدينار الكويتي مقابل الدولار بين الفترة والاخرى اعتبار الامر ربطا حقيقيا بالدولار؟
اننا نطالب البنك المركزي بالعمل على تخفيض هذا الهامش بشكل تدريجي وتقليصه بحيث يصبح صفرا، لكي لا يترك المجال لاي طرف كان بالشك في الاسباب الكامنة وراء هذا الهامش الكبير.

الارشيف

Back to Top