فخري شهاب وسعر الصرف
استمتعت كثيرا واستفدت اكثر من قراءة المقابلة القيمة التي أجرتها 'الزمن' الكويتية مع الخبير المالي السيد فخري شهابِ على الرغم من ان المقابلة كانت مقتضبة في اسئلتها وأجوبتها، بسبب طبيعة المقابلات الصحفية السريعة، الا أنها بينت ثراء ما لدى هذا الرجل من خبرات مالية وتاريخية يمكن أن تملأ كتابا يغطي مرحلة مهمة من تاريخ تأسيس دولة الكويت الحديثة، طالما أغفلته اقلام الباحثين والمؤرخين بسبب طبيعته السرية والخاصة المرتبطة بالتحويل من الروبية الهندية والى الدينار الكويتي الجديد والخروج من دائرة الجنيه الاسترليني واصدار العملة الجديدة، وظروف نقل ملايين قطع النقد الملغاة الى الهندِِ ونأمل أن يطول العمر بالسيد فخري شهاب، وهو الذي جاوز الثمانين من عمره الثري والمديد، وأن نقرأ مذكراته، خاصة ان الكتابة ليست بالأمر الصعب أو الغريب عليهِ على الرغم من أن السيد فخري شهاب حصل على الجنسية الكويتية منذ ما يقارب الاربعين عاما، قام خلالها بتقديم مختلف الخدمات والاعمال الجليلة للدولة، وبالرغم من أنه كان مرافقا ومستشارا لكبار رجال الدولة، الا أننا لم نسمع انه قام يوما باستغلال جنسيته وقربه من رجال الحكم لتكوين ثروات مشبوهة، وهذا عكس ما فعله الكثيرون ممن منحوا جنسية هذه الدولة لأوهى الأسباب، وكانوا الأكثر جشعا، في الوقت الذي كانوا فيه الأكثر جهلا.
ربما تكون الطريقة التي تم بها تحديد قيمة الدينار مقابل الروبية الهندية الأمر الوحيد الذي يمكن ان يؤخذ على السيد شهاب، والذي قد يتطلب تفسيرا منه، حيث حدد سعر الدينار بسبع روبيات هندية ونصف الروبية، ولكن بسبب طبيعة البشر التي تميل لتبسيط الامور قامت مختلف الجهات، من حكومية ومحلات وافراد باللجوء الى النظام العشري بحيث اصبح السعر الجديد لأي مادة تباع بخمس روبيات هندية (خمسمائة فلس جديد) أي نصف دينار كويتي، بدلا من 375 فلساِ واصبح سعر المادة او الخدمة دينارا واحدا بعد ان كانت عشر روبياتِِ وهكذا، أي ان اسعار المواد والخدمات تضخمت بما نسبته 25 في المائة!.
ملاحظة: على الرغم من اننا أبدينا سرورنا لعودة الوعي للبنك المركزي وذلك عندما وافق قبل فترة على ربط الدينار بالدولار الاميركي، الا اننا فوجئنا بالتصريح الذي صدر قبل ايام عن السيد محافظ البنك والذي ذكر فيه أن سعر صرف الدينار سيتحرك صعودا وهبوطا أمام الدولار بنسبة كبيرة جدا تبلغ 5 في المائة (!!)، وهذا لا يعيدنا فقط الى نظام الصرف السابق بل ويزيد عليه بكونه اكثر خطورة وقابلية لاساءة الاستخدام.
وعليه نتمنى على مجلس ادارة البنك المركزي التدخل، والاصرار على ربط الدينار بالدولار بشكل غير قابل للتغير اليومي، بحيث يكون هناك استقرار اكبر لسعر صرف الدينار أمام الدولار، وهو الأمر الذي طالما افتقدناه في السنوات الأربعين الماضية!.
ملاحظة:
نهنئ الجميع بحلول السنة الميلادية الجديدة، كما نهنئ 'القبس' والزميل علي البغلي وانفسنا على استجابة مجلس الوزراء لما سبق وان كتبنا بخصوص 'بدعة' الاحتفال برأس السنة الميلادية بعد ايام من احتفال العالم بها!
فشكرا للاستجابة السريعة.