قصة سعاد
التقيت بالسيدة سعاد الأنصاري، الموجهة العامة للغة الانكليزية في وزارة التربية، مرة واحدة في حياتي التي قاربت الستين، وكان ذلك قبل سنواتِ لم يستغرق اللقاء أكثر من 30 ثانية، بما في ذلك الوقت الذي استغرقته عملية المصافحة وتبادل الابتسامات وكلمات المجاملة، ولكني شاهدت لها أكثر من عمل مدرسي جريء دل على مدى شعورها بالمسؤولية وحبها لعملها وإخلاصها فيه.
قصة هذه السيدة لا تختلف كثيرا عن قصص مئات المبدعين الذين لم ترحمهم البيروقراطية ولم يرحمهم الناس، لا لشيء إلا لأنهم اختاروا العمل بدل الخمول والاجتهاد بدل التقليد، فأصابوا مرات كثيرة ولم يسمعوا كلمة طيبة من أحد، ولكن ما ان أخطأوا مرة واحدة حتى انصبت اللعنات عليهم من كل حدب وصوب!.
تقول السيدة الأنصاري في رسالتها ل 'القبس'، ردا على ما نشر بحقها من تهجم يتعلق بشكوى مدرسات اللغة الانكليزية من صعوبة كتاب اللغة الانكليزية للصفين الأول والثاني الابتدائي، انها، وعلى الرغم من كونها الموجهة العامة لتلك اللغة، إلا انها أقصيت من اللجنة التي تم تشكيلها للموافقة على كتب مقرر اللغة الانكليزية!ِ وان اقصاءها جاء بعد ان 'اجتهدت' ورفعت مذكرة تفصيلية إلى المسؤولين في الوزارة وضحت فيها أسباب اعتراضها على أسلوب ادارة اللجنة وعملها الذي حاد عن الهدف الذي شكلت من أجله! كما ان التوجيه العام الذي تديره لم يستشر في أي خطوة من خطوات التأليف (!!)ِ كما قامت، وانطلاقا من حرصها واحساسها بالمسؤولية، بتنبيه المسؤولين في وزارة التربية، وعلى كافة مستوياتهم، إلى ما ستؤول إليه الأوضاع من حيث مستوى تأليف هذا الكتاب وغيره، وحقوق الوزارة التعاقدية، خصوصا ان تسليم الكتاب تأخر لأكثر من سنة كاملة، ولكن لم يلتفت أحد لأي من شكاواها وملاحظاتها!.
وعليه، نطالب وزير التربية السيد مساعد الهارون بتشكيل لجنة تحقيق، كما طلبت السيدة الأنصاري في رسالتها ل 'القبس'، والتي استقينا منها موضوع هذا المقال، للنظر في هذا الموضوع الخطير لتعلق مادته بالمستويات الدراسية لمئات آلاف طلاب وطالبات المدارس الحكومية وغيرها.
أما أنت يا سيدتي فلا عزاء لك وللعاملين المخلصين من أمثالك، وما أقلكم!.
ملاحظة:
نشكر رئيس المطار على استجابته لما سبق ان كتبنا عنه من ضرورة تخفيض مستوى آلة فحص الحقائب بالأشعة في المطار تخفيفا عن المسافرين من جهة، وعن العمال المساعدين من جهة أخرى، ولكن يبدو ان 'الحلو ما يكملش' حيث خفض مستواها من جهة وضع الحقائب وبقيت مرتفعة من الجهة الأخرى، ومطلوب منه بالتالي التدخل مرة أخرى وتعديل الوضع ليكون أكثر مناسبة للجميع، مع الشكر سلفا!.