قمة التسامح الديني
اقام السفير الهندي، وهو بالمناسبة من طائفة السيخ، كدأب السفارة الهندية في كل عام، حفل افطار كبيرا في مبنى السفارة في منطقة الشعب، وحرص الجميع على تناول الطعام مع سماع صوت المدفع، او الأذان، وليس بعد ربع ساعة منه.
وأقام راعي الكنيسة الانجيلية، القس عمانويل غريب، للسنة الثانية على التوالي، 'غبقة' رمضانية عامرة في قاعة الايمان بمبنى الكنيسة في منطقة الوطية دعا إليها لفيفا من المواطنين ومن بينهم عدد من رجال الدين المسلمين الكويتيينِ كما قامت سلطات البريد في الولايات المتحدة باصدار عدد من الطوابع بمناسبة شهر رمضانِ وقام الرئيس الاميركي، كما سبق ان فعل سلفه، بتهنئة المسلمين بحلول شهر رمضان وبمناسبة عيد الفطر، وتمنى لهم صياما مباركاِ وجرت احداث مماثلة لهذه في اكثر من بقعة في العالم.
من الواضح ان ايا من هؤلاء، والعشرات غيرهم، لم يقوموا بمبادراتهم المميزة تلك تزلفا للمسلمين او خوفا من سطوتهم وبطشهم، بل لشعورهم بان من واجبهم اظهار الوجه المتسامح لطوائفهم ودياناتهم، واننا جميعا، في نهاية المطاف، بشر عاديون متساوون في كل شيء، وان ليس هناك ما يميزنا عنهم غير العمل الصالح والسمعة الحسنة.
كان جميلا، بطبيعة الحال، ما صرح به رجل الدين الشيعي، عبدالعزيز حبيب، من انه سيقوم بتلبية دعوة القس عمانويل لتناول الغبقة في كنيسته، ولكن كان من الاجمل لو صرح بأنه يرحب بدوره بالقس في مسجده او على الاقل في مكتبة مسجده، فهذا هو التسامح وليس قبول دعوة الغير فقط.
ان دلائل وعلامات تسامح الغير معنا بارزة واضحة للعيان، فانتشار المراكز والمساجد الاسلامية في كافة الدول ذات الاغلبية المسيحية او غير المسلمة خير دليل على ذلكِ وما نحتاج إليه حقا هو ان نعامل هؤلاء بعشر ما يعاملوننا به من تسامح وتفهم!
وفي هذا السياق نثمن من القلب مبادرة ملك البحرين التي تمثلت في الامر المتعلق بتعيين ست سيدات في مجلس الشورى البحريني من بينهن السيدة إليس سمعان، مسيحية الديانةِ وكذلك تعيين السيد ابراهيم النونو، يهودي الديانة، عضوا في المجلس نفسهِ ان ما قامت به البحرين يعتبر قمة في التسامح الديني.