شهود يهوه
أوقعنا الوجيه اللبناني ابو وديع خلف، والمئات غيرنا، في ورطة عندما قام باطلاق اسم gaby على ابنه الصغيرِ وعلى الرغم من جمال الاسم وجاذبيته الخاصة الا ان من الصعب كتابته بطريقة عربية سليمة كما يجب ان ينطق! فتارة يكتب الاسم 'جابي' وتارة 'كابي' وثالثة 'غابي'! وكلها غير دقيقة من ناحية اللفظ وتحمل اكثر من معنى على الرغم من قربها من اللفظ الصحيح.
نكتب ذلك بمناسبة السؤال الذي وردنا من صديقنا القارئ gaby khalaf بخصوص حقيقة جماعة jehovahصs witnesses او 'شهود يهوه'ِ ويسرنا هنا ان نفيده بالتالي نقلا عن 'الانسكلوبيديا بريتانيكا' او الموسوعة البريطانية.
يبلغ عدد اتباع كنيسة او مذهب 'جيهوفا وتنسس'، قرابة ستة ملايين شخص يعيش معظمهم في الولايات المتحدة الاميركية وتتوزع بقيتهم على الكثير من الدول، وخاصة الاوروبية البروتستانتيةِ ويعتبر الشهود، بالاضافة الى جماعة الكريستيان ساينس والمورمون من اكبر المجموعات الكنسية التي تأسست في القرن التاسع عشر والتي اختلفت مع البروتستانتية وانفصلت عنها.
اكتسبت هذه الجماعة شهرتها، منذ ان تأسست عام 1879، باصرارها على معارضة الكثير من مسلمات المجتمع الاميركي مثل مظاهر الولاء للدولة كتحية العلم والخدمة في الجيشِ اسس 'شارلز راسل' 1852 - 1916 جماعة 'جيهوفا وتنسس' عندما كان في العشرينات من عمرهِ وتعلم من جماعة السبتيين، القائلين بعودة المسيح للارض ونهاية العالم، بعض الامور عن الظهور الثاني للمسيحِ وعلى غرار الكثير من اصحاب الرسالات الدينية الذين سبقوه، قام راسل بانشاء كنيسته وبدأ في عام 1879 باصدار مجلة تسمى 'برج صهيون لمراقبة ظهور المسيح والتبشير به'ِ ولقد جاءت افكار راسل الاصلاحية الكنسية، على الرغم من كونه محدود التعليم والثقافة الدينية حيث علم نفسه بنفسه المسائل الدينية، حاملة لمعظم خصائص الكتابات المشكوك في صحتها، والتي راجت في اواخر القرن التاسع عشر، حيث ادعت تلك الكتابات بقرب نهاية العالمِ واعلن راسل عدة تنبؤات عن موعد الظهور الثاني للمسيح، ولكنها اصبحت مصدر حرج له حيث لم يتحقق اي شيء منهاِ ولكنه استطاع التغلب على ذلك بحضوره الطاغي وشخصيته الجذابة، ولكن ذلك لم ينقذه من تهجم الصحافة عليه خاصة بعد تورطه في قضية طلاق عام 1913 اضافة الى مجموعة من الفضائح الاخرى، الامر الذي خلق حالة من الاضطراب بين اتباعه.
ارتبط القاضي 'راذرفورد' 1869 - 1942 براسل ارتباطا وثيقا منذ عام 1916، وعلى الرغم من دوره الكبير في تشكيل افكار جماعة 'الجيهوفا وتنسس' الا انه امتلك القليل من السحر الشخصي الذي تمتع به راسل، كما انه نقض بعض آرائه مثل اصرار الاخير على ان من الممكن استخدام الهرم الاكبر في مصر في تحديد تاريح عودة المسيح(!)
على الرغم من الانشقاقات التي اصابت الجماعة استطاع القاضي راذرفورد تنظيم عمل الجماعة بحيث استطاع تحويل القيادة الى خلفه العام دون صعوبةِ وعلى الرغم من دوره الكبير في ارساء قواعد الجماعة الا ان القلة تعرف هذا الدور، او تعرف شيئا عن حياته الشخصية فقد كان يخجل من الظهور بين التجمعات.
ترك 'راسل' الكثير من الكتابات، ولقي كتابه 'دراسات في الكتاب المقدس' رواجا كبيرا، ولكن الجماعة اكتسبت شهرتها كدار للنشر اكثر من كونها كنيسة في عهد القاضي راذرفورد، الذي ادعى بأنه الف 99 كتابا وكتيبا طبعت منها 300 مليون نسخة!
نشب اول خلاف بين الجماعة والحكومة الاميركية عند بدء الحرب الكونية الثانية وذلك عندما رفض 'راذرفورد' محاولات الحكومة تجنيد اتباعه في الخدمة العسكرية قائلا ان لا علاقة لهم بتلك الحرب، حيث انهم يتبعون مملكة لا تتبع هذا الكوكبِ بسبب ذلك العصيان القي القبض على القاضي 'راذرفورد' مع سبعة آخرين وصدر عليهم الحكم بالسجن عشرين عاما، ولكن اطلق سراحهم بعد تسعة اشهر، واسقطت عنهم في مرحلة لاحقة تهم الخيانة.
يصر جماعة 'شهود يهوه' على ان اعتقاداتهم الدينية تختلف بشكل تام عن اعتقادات اتباع الكنيسة البروتستانتية او الكاثوليكية، والذين يسمونهم بالنصارى او المسيحيين، والذين ينظرون إليهم كمشاركين في مؤامرة تهدف الى سلب البشر من الامل المسيحي الخالص مقابل مغريات الدنياِ ويتكلم اتباع الجماعة المعاصرون عن ان دورهم، او رسالتهم في الحياة، تكمن في قيامهم بهز وزعزعة المسيحيين ونزع الثوب الكنسي عنهم، وهذا الشجب او الاتهام الخطير مهم لمعرفة عمق الشعور بالعزلة الذي يشعر به اعضاء الجماعة ضمن المحيط المسيحي الذي يعيشون فيه.
لمزيد من التفاصيل يمكن العودة إلى المرجع السابق صفحة 131 مجلد رقم 10.