البلدية واخرى
تقوم غالبية الناس، عند مقابلتهم او تعرفهم على شخص يتصف بصفة سيئة كالسرقة او الكذب، بتكوين رأي سلبي عن ذلك الشخصِ ولا يحاول هؤلاء ايجاد عذر او مبرر لتلك الخصلة او الخصال السيئةِ كما لا يتعبون انفسهم عادة في البحث عن خصاله الجيدة التي قد تشفع له، وذلك لان الخصلة السيئة هي الابقى والاكثر تأثيرا.
* * *
لا اعرف بالدقة تاريخ تأسيس المجلس البلدي، ولكن من المؤكد ان البلدية كانت اول دائرة حكومية في الكويت الحديثة، وربما كان ذلك في منتصف الثلاثينات من القرن الماضي.
على الرغم من هذا التاريخ الطويل، وعلى الرغم من مرور اكثر من 45 عاما على تنظيم وتخطيط واستغلال منطقة الشويخ التي تقع على اطراف عاصمة الدولة، وعلى الرغم من ان شوارع هذه المنطقة الاكثر ازدحاما طوال ساعات النهار والى وقت متأخر من الليل، وعلى الرغم من وجود لجنة في البلدية تختص بتسمية الشوارع، الا اننا لا نزال نطلق الغريب من الاسماء على شوارع هذه المنطقة وزواياها، وكأننا نعيش في دولة متخلفة جدا لا يعرف سكانها القراءة والكتابة!! فأهم شارع في الشويخ يسمى شارع 'كندا دراي'، تيمنا بمصنع كان يقع في وسط الطريق ازيل منذ سنوات واختفى المشروب نفسه من السوق قبل ذلك بكثيرِ وهناك شارع آخر يسمى بشارع خليفة الجاسم، فقط لوجود محلات يملكها مواطن فاضل يحمل هذا الاسمِ وشارع رابع اطلق عليه شارع الزينة لتصادف وجود عدد من محلات بيع اكسسوارات السيارات فيهِ وهناك دوار مشهور يسمى بدوار الفحم لوجود عدد من المحلات داكنة السواد وقبيحة المنظر فيهِ وهناك ايضا منطقة صغيرة تسمى بزاوية الزبالة، حيث اعتادت شاحنات القمامة على الوقوف فيها لنقل القمامة المتجمعة هناك.
الا يكفي هذا التقصير والتقاعس الواضح، وطوال نصف قرن من الزمن، لإطلاق اسماء معقولة ومقبولة على شوارع هذه المنطقة، بدلا من تسميات اختارها الناس لسبب ما، لكي نعرف الصفة المناسبة للبلدية مجلسا وادارة؟ِِ والا يكفي وجود هذه الخصلة السيئة فيها لكي تدرك مدى تردي احوالها؟ وهل يحتاج المرء حقا للبحث عن خصال جيدة لكي تشفع للبلدية كم اخطائها المميتة الاخرى؟
* * *
ملاحظة:
ذكر السيد عويد المشعان، رئىس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، في ندوة عقدت مؤخرا في الجمعية الثقافية النسائىة، بان هناك انخفاضا 'بشكل عام'، في عدد حالات الوفاة نتيجة تعاطي المخدراتِ وان زيادة حالات الوفاة التي حدثت مؤخرا بشكل كبير كانت بسبب نقص كمية المخدرات من السوق، الامر الذي دفع احد تجار المخدرات الى خلطها بمواد خطرة اخرى لتعويض النقص!
ونحن ندعو تجار المخدرات الى عدم اللجوء الى وسائل بيع غير شريفة وعدم خلط مخدراتهم بمواد اخرى قاتلة، والاكتفاء ببيع المخدرات الصافية فقط، وذلك لكي لا تتأثر نتائج اعمال لجنتنا الوطنية لمكافحة المخدرات بأمور مفاجئة!