مصداقية السيد عويد
عقدت مؤخرا في الجمعية الثقافية النسائية ندوة تعلق موضوعها بقضية او مشكلة او كارثة تعاطي المخدرات، تحدث في الندوة ضابط عن وزارة الداخلية ومندوب عن لجنة بشائر الخير وطبيب من مستشفى الطب النفسي، اضافة الى رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات السيد عويد المشعان.
حضر الندوة جمع كبير من الشباب والشابات من مختلف الاعمار، وبغياب شبه تام للآباء، وكأن المسألة تعني الامهات فقط.
عندما جاء دوري للتحدث كمعقب ذكرت جملة امور سبق ان تطرقت الى اكثرها في مقالات سابقةِ كما ذكرت في معرض تعليقي على الحملة الاعلامية، التي تقوم بها اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والمسماة 'غراس' ان لا أحد حتى الآن يعرف حقيقة نتائج هذه الحملة الاعلامية المكثفةِ كما يبدو ان لا احد يعرف رد فعل الشباب، وهم الذين وجهت اغلب رسائل الحملة لهم، على تلك الحملة ورأيهم الحقيقي في تلك الحملة الاعلاميةِ وذكرت كذلك انه من المؤسف ان نصرف الملايين، ولا نعرف نتيجة هذا الصرفِ واقترحت الاستئناس برأي مجموعة الشباب والشابات الذين كانوا يملأون الصالة وقتها، وسؤالهم عما تعنيه لهم رسالة 'غراس'.
قاطع السيد عويد، رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، كلامي وقال انه يستغرب كثيرا لسماع ان الملايين صرفت على مشروع 'غراس'، وان المبلغ الحقيقي لا يزيد عن 600 الف دينار!! شككت في كلامه واصررت على ان المبلغ المصروف اكثر من ذلك بكثير، ولكنه اصر بدوره على كلامه وقال انه المسؤول الاول عن الحملة، ويعرف عنها كل شيء والمبلغ لا يزيد عن 600 الف.
قمت في اليوم التالي باجراء اتصالاتي الخاصة، وتبين لي، وبما لا يدع مجالا للشك، ان الرقم الحقيقي الذي تم صرفه حتى اليوم على الحملة يبلغ 1.200 دِك (مليونا ومائتي الف دينار) اي بزيادة 100% فقط عن الرقم الذي أصر عليه السيد عويد وكرره امام عدسات التصوير وكاميرات التلفزيون ومندوبي الصحافة ومئات الاعين والآذان الاخرى التي كانت حاضرة في ذلك اللقاء.
وعليه، فمن حقنا ان نتساءل عن مدى كفاءة الطريقة التي تتم بها ادارة جهاز حساس كاللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، والتي يقال ان لغطا كبيرا يدور حول انشطتهاِ فمصيبة ان المسؤول الاول عن اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ومشروع 'غراس' لا يعرف المبلغ الذي تم صرفه على المشروع، وتكون نسبة الخطأ في ارقامه 100%.
والمصيبة اكبر ان كان يعرف المبلغ الصحيح، وانه يتجاوز بكثير المبلغ الذي ذكره في الندوة، ولكنه اصر في الوقت نفسه على تكذيب الغير ومحاولة احراجهم امام الجميع للتغطية على امر ما.
نود ان نتساءل هنا ان كان الوقت قد حان لكي تستقيل اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، برئيسها واعضائها، بعد ان بينت الارقام التي ذكرت في ندوة الجمعية الثقافية النسائية بشكل واضح، انها فشلت في تحقيق رسالتها واداء مهمتها بصورة سليمة، وهذا هو الانطباع الذي خرجنا به من تلك الندوة!