نصائح اصلاحية
'آنستنا' القبس، وفي مبادرة غير مسبوقة، بنشر مقال في عدد الاول من اكتوبر، وعلى صفحة كاملة، للسيد عبدالله الشيخ، عميد كلية الدراسات العليا في جامعة الكويت.
قامت الجريدة بالترويج للمقال بترويسة على الصفحة الاولى بلغ حجمها 5x15 سم، وهذه هي المرة الاولى التي تقوم فيها 'القبس' بمثل هذا الاعلان لمقال صحفي، كما تمنى من قام بترتيب امر المقال ان تكون تلك المساهمة الطيبة من السيد الشيخ بداية لتواصل مستمر معه.
على الرغم من ان المقال تضمن العديد من الآراء السديدة والنصائح الطيبة والتمنيات الاكثر طيبة، الا انه لم يأت حقا بجديد لم نكن نعرفه بحيث استحق كل ذلك الترويج، نقول ذلك مع احترامنا لكاتبه كأكاديمي وكزميل.
تضمن المقال كذلك بعض الآراء التي رأينا ضرورة الوقوف عندها، وكان احدها ما ذكر بالحرف، في معرض الحلول المقترحة لمشكلة التجاوزات والانحرافات في العمل الحكومي بمستوياته العليا، من 'ِِان الكرة الآن، بعد ان فقدنا الامل او كدنا بهذه النوعية من التشريعيين والتنفيذيين، في ملعب التيارات السياسية، والاسلامية تحديدا(!)ِ فعلى هذه التيارات حمل لواء الاصلاح ومحاربة الفساد ببرامج ومشاريع واسئلة واقتراحات واستفسارات واستجوابات ومحاسبة ومراقبة ومتابعةِِ'(!).
بداية، لا ندري لماذا تحتاج التيارات السياسية، والاسلامية منها بالذات، بكل ما تملكه من امكانات مادية وادارية كبيرة، ونهجها الديني يدعو اصلا الى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلى من يلفت نظرها الى ان عملية الاصلاح الاداري والتشريعي هي من صميم عملها؟.
ولماذا تقاعست هذه الجهات 'الاصلاحية' حتى الآن عن القيام بهذه المهمة العظيمة الاهمية، وهي التي لم تتوقف يوما عن الدعوة إلى التمسك بالقيم ومكارم الاخلاق، بحيث تطلب الامر تدخل الكاتب ليلفت نظرها للامر ويذكرها بحقيقة دورها؟.
ومن جانب آخر ما هي الدائرة الحكومية او المؤسسة او الهيئة التنفيذية التي تخلو من مدير او مسؤول بدرجة عالية لا ينتمي الى التيار الاسلامي او المتأسلم، او يتعاطف معه على الاقل، والذي يدعو السيد الشيخ الى تصديهم لعملية الاصلاح الاداري المطلوبة؟ وكيف نطلب ممن كان له دور في وصول الاوضاع التشريعية والتنفيذية الى حالتها البائسة الحالية قيادة عملية الاصلاح في البلد؟.
هل يريد منا السيد الشيخ ان نذكره بالعدد الكبير من المسؤولين الكبار الذين لم يخفوا يوما انتماءاتهم الحزبية الدينية، والذين تم الاستغناء عن خدماتهم الوظيفية بهدوء لما تسببوا فيه من قضايا مالية وادارية؟ لا اعتقد ذلك فالاسماء معروفة وقد لاكتها الالسن وتطرقت الصحافة، و'القبس' بالذات لها بصورة مستمرة ولا نخاله الا عالما بها مدركا لافعالها.