العقاب الجماعي للكويت
يعتبر مبدأ العقاب الجماعي المتبع من قبل الزمرة الحاكمة في العراق، الذي يتم بموجبه التنكيل ومعاقبة كامل افراد اسرة او قبيلة المعارضين، او المعادين للنظام الحاكم هناك، من اكبر المآخذ على ذلك النظامِ كما يمكن اعتبار طريقة الردع البشعة هذه دليلا واضحا على عدم انسانية ذلك النظام، وسببا رئىسيا للمطالبة بإزالته بأي شكل، فكم من فرد واسرة تشردت، او تعذبت او دفعت حياتها ثمنا لأخطاء لا علاقة لها بها، غير كونها تحمل اسم عائلة معارض، او ان لها علاقة قربى به، او بهم.
وضمن اطار العقاب الجماعي، صدر قبل ايام قرار شفهي من وزارة الداخلية الكويتية، تم بموجبه منع دخول اي امرأة يقل سنها عن الاربعين عاما الى البلاد لأي سبب او حجة كانت، سواء الزوجة التي ترغب في زيارة زوجها، او الابنة لزيارة ابيهاِِ وهذا يعتبر نوعا من انواع العقاب الجماعي، الذي اوقع على شعب كامل، بحيث طال اثره حتى الزيارات التجارية لمن يقل عمرها عن اربعين عاما، والتي اصبحت بموجب هذا الامر موضع شبهة وممنوعة من دخول جنة الكويت، وعليها بالتالي، وعلى الشركة التي تمثلها، ووكيل هذه الشركة في الكويت الانتظار حتى تبلغ الاربعين، ومن بعدها يتم السماح لها بدخول البلاد! ولا ندري حقيقة حكم من ستبلغ الاربعين بعد خمسة ايام مثلا، هل سيسمح لها بدخول الجنة الكويتية، ام عليها الانتظار في فندق المطار لفترة الايام الخمسة؟!.
من الطريف، او المحزن، او ربما المبكي، ان قرار العقاب الجماعي، لكل من يسكن الكويت، والذي لم يستثن اي فئة كانت، صدر بسبب القاء القبض على خمس فتيات من جنسية معينة، قمن باستغلال وجودهن في الكويت، بإذن زيارة، في القيام بأنشطة مخلة مع مواطنين ومقيمينِ ولا ادري ما علاقتي انا كرجل اعمال، وعلاقة المئات من امثالي، وجريرتنا، لكي تتم معاقبتنا بشكل جماعي بسبب تصرف صدر عن خمس فتيات؟ ولماذا تعاقب دولة عضو في الأمم المتحدة، ومن الموقعين على بروتوكولات حقوق الانسان كل مواطني الدولة والمقيمين فيها، وتحرم بناتهم او اخواتهم من زيارتهم بسبب سوء تصرف جهة لا علاقة لهم بها؟.
اننا نطالب السيد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، بالتدخل شخصيا والغاء هذا الامر الشفوي غير المنصف بقرار منصف صادر منه يوقف هذا العقاب الجماعي غير السوي وغير الانساني.
ملاحظة:
لم تتردد اكثر من صحيفة محلية في اثارة موضوع الفتيات، ونشر صورهن وتحديد جنسيتهن واتهامهن بحمل فيروسات امراض جنسية معدية وقاتلة، ولكن لم تقم اي جهة صحفية او حكومية بالتطرق للجهة، او الجهات التي كانت وراء دعوة هؤلاء لزيارة البلاد، والتمتع بمناظرها الطبيعية، ونأمل من المسؤول الاول في وزارة الداخلية كشف اسماء 'الاشباح' التي تقف وراء مثل هذه الجرائم، فقد سئمنا، و'انغثينا'، من رؤية وسماع مختلف الاتهامات بحق الاجانب وكيفية استغلالهم فرصة تواجدهم المؤقت في الكويت للقيام بمختلف الاعمال غير المشروعة كالتسول والسرقة والدعارة وتهريب المخدرات، ولكن لم نسمع قط اسم الجهات الكويتية التي جلبت وكفلت واستقدمت وحمت، وربما استفادت من انشطة هؤلاء!.
فهل من مجيب؟.