كلام الناس ِِِِ حب الأقارب

نشرت 'القبس' قبل ايام تقريرا مقتضبا عن بدايات اختراع جهاز تكييف الهواء الذي صنعه مهندس اميركي قبل مائة عام لصالح شركة طباعة كانت تواجه مشاكل في تغير شكل وحجم الطباعة بسبب تقلبات درجة الحرارة والرطوبة داخل المطبعة وخارجها.
كما نشرت وسائل الاعلام قبل سنوات نتيجة بحث او استفتاء عالمي أجري لمعرفة آراء ملايين الأشخاص في أعظم او اكثر الاختراعات اهمية في التاريخ الحديثِ وتبين من نتيجة الاستبيان ان المرحاض او التواليت العصري هو من أكثر الاختراعات التي جلبت الراحة لمئات الملايين من البشر.
لو تمعنا حقيقة في ماهية اختراع التكييف لوجدنا أنه واحد من اهم الاختراعات التي عرفتها البشرية في تاريخها الحديث.
تخيل فقط ما كان سيكون عليه وضع الكويت وحجمها وعشرات المدن الصحراوية الحارة الاخرى، مع توفر مختلف الموارد الطبيعية فيها، بدون اختراع التكييف!.
وهل كان من الممكن مجرد التفكير في بناء ناطحات سحاب ترتفع الى اكثر من 100 طابق لو لم يكن التكييف موجودا؟.
وكيف يمكن تصور أداء وتطور كافة وسائل النقل من طائرات نفاثة وقطارات تسير بسرعة البرق من غير تكييف؟ وهل كان من الممكن بناء أنفاق ومعامل تحت الارض وتطور مئات الصناعات الدقيقة في الكثير من المناطق الحارة والرطبة بدون تكييف هواء وتبريد مناسبين؟.
ولو تمعن كل واحد منا في عشرات آلاف الامور، التي تحيط به وترافقه وتقع تحت يده، لوجد ان القائمة طويلة وتشمل المدارس ودور العبادة والمستشفيات وغرف العناية المركزة ومخازن المواد الغذائية، وحركة نقل المواد الغذائية الى أكثر المناطق نأيا عن العمرانِ كما ان من الصعب فصل عملية نشوء وتطور المدن وقيام مختلف الصناعات الدقيقة عن اختراع التكييف، ولما وصلت المدنية في تطورها التاريخي الى ما هي عليه الآن بدون هذا الاختراع.
كل ذلك يعود فضله لمخترع اميركي قام هو وآلاف غيره من العلماء والمكتشفين سواء في حقول الاتصالات او العلاج او الدواء او النقل او الفضاء باختراع واكتشاف ملايين الامور التي جعلت حياتنا مريحة وصحية وسهلة، ولكن لم تفكر كافة المجالس البلدية، التي تعاقبت على تشويه الكويت وتلويثها وتخريبها، في اطلاق اسم أي منهم على اقصر سكة او شارع عندنا، بل قامت بدلا من ذلك بنشر أسماء عدد كبير من المغمورين والناس العاديين، والبعض منهم أقل من ذلك على مختلف الميادين والطرق والشوارع والمناطق لمجرد أنهم أقارب لنا ليس إلا!.