نظرة الهارون الثاقبة
'اشكو من حساسية بالغة من كل صاحب لحية ذات شكل سياسي وحزبي معين'!
***
يمتاز النائب السيد عبدالوهاب الهارون بدماثة خلق وطيبة معشر قل نظيرها بين اعضاء مجلس الامة، اضافة الى ما يمتاز به من وعي كمواطن غيور على مصلحة وطنه وادراك تام لحجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه، اضافة الى معرفة دقيقة بمهام منصبه كنائب عن الامة، ويمكنني القول انني اكاد اتفق معه في غالبية آرائه المتعلقة بطريقة معالجة العديد من المشاكل التي يشكو منها هذا المجتمع، ولكن كنت كثيرا ما اختلف معه فيما كان يكيله من مديح وماكان يغدقه من اطراء على اسلوب وطريقة عمل النائبين السيد حسين القلاف والسيد احمد الدعيج بالذاتِ وكان يقول ان لهذين الرجلين بصفة خاصة اسلوبهما المميز في مناقشة وتناول الكثير من الامور التي يتم تداولها ومناقشتها في قاعة المجلس ولجانه العاملةِ وكان يصر دائما على القول إن الحس الشعبي لهذين النائبين وتعلقهما بهويتهما الوطنية يتجاوزان بكثير ما يمكن ان يوحي به مظهرهما الخارجي من طريقة لباس وشكل لحية وانتماء ديني واضح المعالمِ وكان رفضي لكلامه وعدم اتفاقي معه في رأيه هذا ينطلقان من زاوية ان لهؤلاء النواب المتحزبين او المنحازين حساباتهم الخاصة وانتماءاتهم الضيقة التي لا يمكن ان يتجاوزوا حدودها بسهولة!.
اثبتت جلسة طرح الثقة بوزير المالية، السيد يوسف الابراهيم، كم كنت مخطئا في حق هذين الرجلين الفاضلين، وكم كان النائب الهارون محقا في مدحه وثنائه الدائمين عليهما، وكيف ان من غير الانصاف الحكم على الناس من خلال مظاهرهم الخارجية، فكم كانت خيبة الكثيرين في ذلك الرئيس السابق الذي اصر على الوقوف مع المشبوهين وصبية سراق المال، وكم كنا نتمنى وقوف البعض ممن كنا نتوسم فيهم الخير مع الحق، ولكن املنا خاب فيهم بالرغم من انهم من اصحاب لحى قصيرة ودشاديش طويلة!.
احمد الصراف